يصعب على الآباء منع الأطفال من استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في عصر التكنولوجيا والإنترنت، فهو وسيلة جيدة لتعلم العديد من الأشياء، ومع ذلك، يجب الإنتباه لأن هذه الأجهزة يمكن أن تؤثر على صحة الطفل بالسلب، وسوف نتعرف على تاثير الأجهزة الذكية على الأطفال والمخاطر التي يمكن أن تسببها على المدى الطويل.
تاثير الجوال على الاطفال
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنه يجب عدم استخدام الطفل للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لفترات طويلة، وخاصة قبل عمر عامين، وينطبق هذا أيضاً على التلفزيون والكمبيوتر.
أما في المرحلة التي تتعدى عامين، فيمكن أن يستفيد الطفل من التكنولوجيا بشكل أفضل في التعلم، وبالتالي ينصح بإعطائه هذه الأجهزة مع تقنين استخدامها ووضع قواعد للجلوس عليها، لأن الجلوس لفترات طويلة سوف يضر بصحة الطفل النفسية والبدنية أكثر مما يفيده.
تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال
فيما يلي أبرز أضرار وتاثير الاجهزة الذكية على الأطفال:
عدم الحصول على قدر كاف من النوم
يؤدي الجلوس على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى رغبة الطفل في السهر وعدم النوم مبكراً، كما أن هذه الأجهزة تحتوي على شاشات ينبعث منها ضوء لونه أزرق يحاكي ضوء النهار، مما يتداخل مع ساعات الجسم الداخلية، ويؤثر على نمط النوم، وخاصةً عند التعرض لها ليلاً، حيث يرسل اشارات للدماغ بأن هذا هو وقت النشاط والاستيقاظ.
في حالة معاناة الطفل من صعوبة النوم، أو الرغبة بالبقاء نائماً طوال النهار، فهذا يعني أن الأجهزة اللوحية بدأت في التأثير عليه بشكل سلبي، ولذلك ينبغي عدم جلوس الطفل أمامها قبل النوم بحوالي 3 ساعات، واستغلال هذا الوقت للقراءة مع الطفل أو ممارسة أنشطة مفيدة له.
زيادة وزن الطفل
عادةً ما تتطلب هذه الاجهزة جلوس لفترات طويلة أثناء استخدامها، وهو ما يزيد من فرص زيادة وزن الطفل، وخاصةً عند الإكثار من تناول الطعام أثناء استخدامها، فلا يشعر الطفل بالوقت، أو بكمية الطعام التي يتناولها، فهو يستمتع بوقته دون تفكير، ويبمرور الوقت يميل إلى الكسل والخمول، ولا يرغب بممارسة الرياضة والأنشطة التي تساعد في تعزيز اللياقة البدنية لديه.
ولأن الطفل يحتاج إلى الحركة لبناء جسمه بشكل أفضل، فإن هذه الأجهزة سوء تعيق هذا النمو لأنها ترغمه على الجلوس أمامها لساعات طويلة، وسوف يعاني من السمنة بمرور الوقت.
لتقليل تأثير الاجهزة الذكية على الأطفال، حاول تسجيلهم في الأنشطة الرياضية لتشجيعهم على الحركة.
مشاكل العين
يتسبب التحديق في الأجهزة الذكية لفترات طويلة إلى اجهاد العين، ويؤثر على النظر بمرور الوقت، وينطبق هذا على الأشخاص بمختلف الأعمار وليس الأطفال فقط، وخاصةً إذا كان الجهاز صغير الحجم مثل الهاتف المحمول، حيث يتطلب النظر إليه وتقريبه من الوجه بشكل كبير، وبمرور الوقت، والاستمرار في استخدامه لفترات طويلة، سوف يعاني الطفل من تشوش الرؤية، وجفاف العين، ويصاحبه ألم الرأس.
يجب على الآباء تحديد وقت للجلوس أمام هذه الأجهزة لتفادي المشاكل الصحية التي يمكن أن تحدث ومنها مشاكل العين، كما ينبغي اجراء فحص دوري للعين للتأكد من عدم اصابتها بأي مشكلة، وينصح بوضع الأجهزة لمسافة بعيدة عن وجه الطفل، كما يجب أن تكون على سطح مستوي مع رأسهم حتى لا يضطر الطفل لحني رأسه، وينبغي أن يأخذ الطفل فترات راحة ما بين 10 إلى 20 دقيقة بعد الجلوس لوقت أمام مثل هذه الأجهزة، وذلك لتفادي تأثير الاجهزة الذكية على الاطفال.
ألم في الرقبة والكتفين
تعتبر آلام الرقبة والظهر، والكتفين، واليدين، والأصابع من أبرز أضرار الأجهزة الذكية على الطفل، حيث يجلس الطفل لفترات طويلة مما يؤثر على جسمه، كونه يثبت لوقت طويل على الجهاز، كما أنه يحتاج لإمالة رأسه للأمام، مما يضر بصحة الظهر والرقبة، ويقوم بتحريك يديه ومعصمه وأصابعه لوقت طويل أثناء اللعب، مما يضر بهم بمرور الوقت، وقد يؤدي إلى تلف في العظام والمفاصل في الجسم، وتحديداً بالعمود الفقري والرقبة.
يجب أن يحذر الوالدان من جلوس الطفل لفترات طويلة على تلك الأجهزة، ويشجعوهم على ممارسة الأنشطة البدنية لتحسين صحة الجسم ووقايته من التيبس والمشاكل الصحية الأخرى، كذلك ينبغي التنبيه عليهم بالجلوس في وضعية مستقيمة وعدم انحناء الظهر.
قلة الانتباه
يعتبر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) من الحالات الصحية التي انتشرت مؤخراً بسبب التكنولوجيا، بما في ذلك كيفية استخدام الأطفال للإنترنت والأجهزة المحمولة لأغراض تعليمية وترفيهية.
يمكن استخدام الأدوية لعلاج الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن حتى الأطفال الذين لا تظهر عليهم علامات الاضطراب يجب أن تكون لديهم قيود صارمة يضعها آباؤهم لاستخدام الأجهزة المحمولة. ينصح بتجنب اعطاء الطفل الهاتف الذكي حتى يهدأ ويتشتت انتباهه، حتى وإن كان هذا هو الحل المثالي للتخلص من الضوضاء والازعاج الذي يفعله، فالأهم هو صحة الأبناء ومصلحتهم.
الإضرار بالمهارات الاجتماعية
يتسبب الجلوس لفترات طويل أمام الأجهزة الذكية في تقليل وقت جلوس الطفل مع أسرته ومشاركته التفاعلية مع المجتمع، حيث أنه يميل للجلوس أمام هذه الأجهزة ولا يفضل قضاء وقت مع الأصدقاء أو الأسرة، وقد يمتنع عن الخروج مع الوالدين لأنه يميل للجلوس على الجهاز اللوحي أكثر من النزهات، وبالتالي يؤثر هذا على تعزيز المهارات الاجتماعية لديه.
قد يكون تأثير الأجهزة الذكية على الأطفال جيداً في تحسين المهارات الاجتماعية في حالة تواصله مع أصدقائه وأقاربه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، سوف يؤثر بالسلب لأنه لا يقابلهم وجهاً لوجه، ويفضل العالم الافتراضي عن التواصل المباشر، ولذلك ينبغي على الآباء مراقبة الأطفال ومنعهم من الانسياق وراء هذه الحياة الافتراضية لأن أضرارها تفوق فوائدها في حالة استخدامها بشكل خاطىء، فهو يحتاجون لبناء علاقات والتعلم من خلال التجربة والاحتكاك مع الآخرين.
زيادة القلق والتوتر لدى الطفل
يمكن أن يرى الطفل العديد من الأمور التي لا يجب أن يراها في مرحلته العمرية، مثل القضايا الكبير والمشكلات الخطيرة التي تسبب الاحباط واليأس، وتمنحه طاقة سلبية، كما أنه قد يتعامل مع أشخاص غير أسوياء يؤثرون على شخصيته بالسلب، وبالتالي تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، حيث يمكن أن يقارن الطفل نفسه بالأطفال الآخرين، ويشعر أنه أقل منهم، مما يجعله يميل للحزن، ويشعر بالتوتر والقلق، وقد يقوده في النهاية إلى الاكتئاب.
إذا كنت أباً لطفل لازال يتعلم، فيجب عليك أن تراقبه، وتتابع أجهزته اللوحية، ويكون لديك قدرة على الدخول لحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لمعرفة كل المعلومات عن علاقات الطفل واهتماماته، فهذا يساعد كثيراً في اكتشاف أي تأثيرات سلبية على الطفل، والتعامل معها بشكل صحيح قبل أن تتفاقم المشكلة بمرور الوقت، كما أن هذه الطريقة سوف تساعدك في التعامل مع الطفل بشكل أفضل، ومع ذلك، يجب أن يشعر الطفل بأنك تثق فيه ولا تبحث ورائه، حتى لا يشعر بالخوف ويضطر للكذب.
ضعف بنية الدماغ ووظيفته
يمكن أن يؤدي الجلوس المفرط أمام الشاشة إلى الحاق الضرر بالدماغ وضعف الأداء المعرفي، ويمكن أن يؤثر بالسلب على مهارات الطفل وعلاقاته بالآخرين، ويزيد من شعور الطفل بالرفاهية، كما أن الطفل الذي يجلس لفترات طويلة على هذه الأجهزة معرض لمخاطر في النمو المعرفي لأن قدراته العقلية تقتصر على أمور محددة يفضلها.
حان الوقت لوضع حدود الجلوس أمام تلك الأجهزة، بحيث لا يزيد عن ساعتين أو أقل في اليوم، وبالتالي يمكنك تجنب تأثير الاجهزة الذكية على الأطفال قدر الإمكان.