كشفت دراسة أجريت على طلاب مدارس في كندا، عن تأثير غير متوقع للتعليم عن بعد على الأطفال، خلال فترة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ووجدت الدراسة أنه بالرغم من وجود فوائد عديدة للتعليم عن بعد، إلا أن تلك الطريقة في تدريس المناهج التعليمية تركت الأطفال (الطفل وفقا للأمم المتحدة دون 18 عاما) يشعرون بأهمية أقل من نظرائهم الذين حضروا في الفصول.
وحاول الباحثون القائمون على الدراسة فحص تصورات الطلاب حول شعورهم بالأهمية خلال فترة الجائحة، فيما يتعلق بطريقة التعليم التقليدية مقارنة بالتعلم عن بعد.
وأشارت الدراسة، إلى أن مفهوم ”الأهمية“ ينشأ من العمليات الاجتماعية والمشاركة، ولذا توقعت الدراسة أن تتأثر تصورات الطلاب بعدم تلقيهم مناهجهم التعليمية بالطريقة التقليدية خلال فترة الجائحة.
وشملت عينة الطلاب المشاركين في الدراسة نحو 6 آلاف و578 طالبا كنديا من الصفوف التعليمية من الرابع حتى الثاني عشر. ونشر موجز لنتائج الدراسة في“the Journal of Psychoeducational Assessment“.
وطُلب من المشاركين في الدراسة التفكير وترك انطباعاتهم عن تجاربهم المدرسية من سبتمبر/أيلول 2019 إلى مارس/آذار 2020، ومقارنتها بتجاربهم من سبتمبر/أيلول 2020 حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
ووجدت الدراسة أن طلاب المدارس الابتدائية الذين التحقوا بالمدرسة بالحضور في الفصول، عبروا عن شعورهم بأنهم كانوا الأكثر أهمية، يتبعهم طلاب المدارس الثانوية الذين تعلموا شخصيا بدوام جزئي وبقية الوقت عبر الإنترنت.
وذكرت الدراسة أن الطلاب الذين شعروا أنهم أقل أهمية هم أولئك الذين تعلموا عبر الإنترنت بدوام كامل خلال فترة جائحة كورونا، لكل من طلاب المدارس الابتدائية والثانوية.
وكتب الباحثون أنه قد تم الاهتمام بفاعلية التعلم عبر الإنترنت بالحد من انتشار الفيروس، وتأثيره على فقدان فرص التعلم والصحة العقلية، ولكن لم يتم إيلاء الكثير من الاهتمام للآثار الاجتماعية والعاطفية المترتبة على عملية التعلم عن بعد لطلاب المرحلة الابتدائية وطلاب الثانوية.
وبالرغم من تلك النتائج، تشير الدراسة إلى أن التعليم التقليدي لم يكن هو الحل المناسب أو المفضل لجميع الطلاب.
واستشهد الباحثون بدراسة أجريت عبر مقابلات مع طلاب شاركوا في التعلم عن بعد خلال العام الدراسي 2020-2021، وأكدوا أن غياب التنمر والضغط من الأقران والقلق الاجتماعي، وجميعها موجودة في التعليم التقليدي، كان تغييرا مرحبا به، وسمح لهم بالتركيز بشكل أفضل.
وأضاف الطلاب خلال الدراسة التي أجريت عبر المقابلات، أن التعليم عن بعد يسمح لهم بالاستمتاع بوسائل الراحة المتعددة الموجودة في المنزل، وعدم التعرض للتوتر للاستيقاظ في الصباح، وتوفير وقت إضافي لقضائه مع العائلة.