يعتبر عنف الطفل من السلوكيات التي تحتاج إلى تقويم لأنها تلحق الضرر بالطفل نفسه، وبالأطفال من حوله، ولذلك يجب معرفة أسباب هذا العنف حتى تتمكن من تعديل سلوك الطفل العنيف.
طفلي عنيف مع الأطفال، ما هي الأسباب؟
يتساءل كثير من الآباء والأمهات لماذا طفلي عنيف مع الأطفال، قد يكون الأمر طبيعي نتيجة ميل الأطفال للجوء إلى التعبيرات الجسدية في حالة شعورهم بالإنزعاج، ويرجع ذلك لصعوبة تعبيرهم عن ذاتهم باستخدام المهارات اللغوية، فمثلاً، يعتبر دفع أحد الأصدقاء أثناء اللعب تصرف عنيف، ولكنه رد فعل مؤقت ما لم يكن الأمر متكرراً.
ولكن في حالة تكرر الأمر باستمرار، وكانت هذه هي الطريقة التي يعبر فيها الطفل عن انزعاجه، فهذا يعني وجود مشكلة، ويجب البحث في طرق تعديل سلوك الطفل العنيف.
تربية الطفل العنيف
يمكن اتباع أساليب في تربية الأطفال والمساعدة في تعديل سلوك الطفل العنيف بمجموعة من الطرق، وتشمل:
ابق هادئا
عندما يعبر الطفل عن غضبه بأسلوب عنيف، ويلاقي الوالدين هذا الأمر بعنف زائد، فسوف تزداد عدوانية الطفل بمرور الوقت.
ولذلك يجب على الوالدين محاولة تعديل سلوك الطفل العنيف بهدوء وحكمة، والتحدث معه بأن هذا الأمر غير صحيح، وعليه تغييره حتى لا يخسر جميع أصدقائه ويصبح شخص غير محبوب.
لا تستسلم للسلوك العدواني أو نوبات الغضب
يجب عدم الاستسلام لسوكيات الطفل العدوانية ونوبات الغضب التي يقوم بها لأنه يفعل ذلك حتى يرغم الآباء على تلبية رغباته، وبالتالي فإن قبول هذه التصرفات سوف يجعل الطفل يتمادى بها، ويتبعها في كل مرة.
فمثلاً، في حالة رغبة الطفل بشراء شيء بعينه مع رفض الوالدين، يمكن أن يبكي بشدة ويقوم بتصرفات خاطئة وينفعل أمام الجميع حتى يحرج والديه ويلبوا له رغباته، وفي حالة موافقة الوالدين على هذا الأمر، فسوف يعتاد الطفل على اتباع مثل هذه الطرق حتى يحصل على ما يريد.
كافىء طفلك على السلوك الجيد
من أهم طرق تعديل سلوك الطفل العنيف هو مكافأته على سلوكياته الجيدة، حتى لا يشعر بأنه طفل معاقب دوماً، ولفت نظره بأنه قام بشيء جيد يجب أن يستمر عليه.
فمثلاً إذا تحدث الطفل بهدوء مع صديقه في أحد المواقف التي اعتاد فيها على العنف، فيجب أن تمدح سلوكه، وتخبره بأنك سعيد من هذا التصرف، وتكافئه بشيء يحبه، حتى تعزز لديه السلوك الجيد فيما بعد.
مساعدة الطفل ليعبر عن ذاته
من الأمور الهامة التي تساهم في تعديل سلوك الطفل العنيف هو مساعدته في التعبير عن ذاته، سواء كان يشعر بالسعادة أو الغضب أو الخوف، ومختلف المشاعر الأخرى.
فعلى سبيل المثال، أخبره بأنه عندما يشعر بالغضب، فيجب أن يقول أنا غاضب، ويعبر عن أسباب غضبه، حيث أن التعبير اللفظي سيقلل من حاجته للتعبير الجسدي بالعنف، وبمرور الوقت، يمكن أن يعتاد الطفل على هذه الطريقة في التعبير عن مشاعره.
معرفة أنماط ومحفزات الطفل
لكل طفل نمط حياة وتصرفات محددة يقوم بها دوماً، ولذلك على الأبوين معرفة هذا النمط والتصرفات المختلفة التي يفعلها في مختلف المواقف حتى يمكن تعديلها، فمثلاً في حالة تأخر الطفل كل يوم عن المدرسة، فيجب توجيه تحذيرات له فيما يتعلق بالوقت، مثل: "سنغادر في غضون 10 دقائق".
ضع أهداف للطفل، مثل إخباره بأنه يجب الذهاب في المدرسة مبكراً، وفي حالة تحقيق هذه الأهداف، ينبغي مكافأة الطفل لتحفيزه على الاستمرار بهذا الفعل.
كل هذه الأمور ستعلم الطفل كيف يصبح طفلاً هادئاً وغير متوتراً، لأن لديه روتين يقوم به، بدلاً من الصراخ اليومي حتى يستيقظ ويذهب إلى المدرسة مبكراً، حيث أن التوتر سيولد المزيد من العنف لديه.
ابحث عن المحفزات والمكافآت التي تناسب الطفل
خلال رحلة تعديل سلوك الطفل العنيف، يجب أن تتعرف على طفلك جيداً، وتتعلم كيف تكافئه بطريقة صحيحة، فلا تركز على المكافآت المالية أو المادية، وبدلاً من ذلك، جرب مكافآت معنوية، مثل التنزه أو مقابلة أصدقائه المفضلين، أو اختيار الطعام الذي تتناوله الأسرة في وجبة العشاء أو اختيار الفيلم الذي تشاهده العائلة في السهرة.
المشاركة بين الأب والأم
يصعب عليك تعديل سلوك الطفل العنيف دون تدخل الشريك، حيث يتطلب ذلك مشاركة بين الوالدين، حتى يدرك الطفل بأن رفض الخطأ من الأب والأم، وليس أحدهما فقط.
فمثلاً إذا كان الأب رافضاً لسلوكيات الطفل ويعاقبه عليه، يجب على الأم أن توافق الأب في هذا الأمر، حتى وإن تغيرت طريقة العقاب، ولكن في حالة معارضة الأم لتصرفات الأب مع طفله، فهذا سيعيق تعديل سلوك الطفل العنيف.
الإستعانة بمتخصص
تحتاج بعض حالات العنف عند الأطفال إلى الإستعانة بطبيب متخصص في العلاج النفسي، حيث يساعد الوالدين في فهم الطفل بصورة أفضل، ولكن يجب عدم اخبار الطفل بهذا الأمر، حتى لا يشعر بأن لديه مشكلة، ويفضل الذهاب للطبيب دون اصطحاب الطفل في أول مرة، حتى يمكن معرفة طرق تعديل سلوك الطفل العنيف.
ابدأ بتجربة هذه النصائح والارشادات مع الطفل أولاً، وإذا استمر الطفل في سلوكياته العنيفة، فالأفضل هو اصطحابه إلى الطبيب النفسي دون أن يشعر أنه مريض أو يذهب للعلاج، حيث يتمكن الطبيب من مساعدة الطفل بصورة صحيحة بعدما يستمع إليه ويتعرف على أسباب العنف لديه.