يعتبر عند الطفل من الأمور الشائعة التي يعاني منها كثير من الآباء والأمهات، ولكن كيف يمكن تربية الطفل العنيد والتعامل معه بطريقة صحيحة حتى يمكن تقويم هذا السلوك؟ لنتعرف على وسائل تربية الاطفال العنيدين والتعامل معهم بطريقة صحيحة.

امنح الطفل مجموعة من الخيارات

من الأمور الهامة عند تربية الطفل العنيد هي ادراكه أن لديه مسؤوليات يجب أن يقوم بها تجاه ذاته وتجاه أسرته، وحتى يتمكن من القيام بمسؤولياته، ينبغي أن يكون لديه مجموعة من الخيارات التي تساعده في التفكير والتصرف في المواقف بشكل صحيح، وذلك وفقاً لعمر الطفل، فمثلاً يجب أن يحدد الملابس التي يحب ارتدائها، والألعاب التي يفضل ركوبها، وكذلك ألوان الأطباق والأكواب التي يستخدمها.

ومع ذلك، يجب الانتباه أثناء وضع الخيارات، فهناك أمور لا يمكن أخذ رأي الطفل بها، فمثلاً لا يجب أخذ رأيه في ارتداء ملابس خفيفة أو ثقيلة اذا كان الطقس بارداً، فبالطبع يجب أن يرتدي ملابس ثقيلة، ولكن يكون الخيار هنا بين الملابس الثقيلة المتوفرة في خزانته ليحدد رغباته من بينها.

وينطبق الأمر على الغذاء الصحي، فلا يجب أن يختار الطفل بين غذاء صحي وغير صحي، بل يكون اختياره بين مختلف الأغذية الصحية فقط.

الحواء مع طفلك

يعد الحوار مع الطفل من أهم أسرار تربية الأطفال تربية سليمة، ومن الضروري أن يتحدث الأب مع طفله العنيد حتى يصل معه لحلول مناسبة في مختلف المواقف، ولا يجب أن يتخذ الأب قرار دون التحدث مع ابنه أولاً والتناقش حول هذا القرار للاستماع إلى رأيه، فقد يكون له وجهة نظر يجب احترامها.

ينصح بطرح أسئلة على الطفل حتى يمكن معرفة رأيه ومشاعره المختلفة في المواقف التي تتطلب اتخاذ قرارات، وينطبق هذا على مختلف المواقف، وليس تربية الطفل العنيد فحسب.

حدد القواعد

على الرغم من ضرورة مشاركة الطفل في مختلف الأمور واخذ رأيه، ومساعدته في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات، ولكن هذا لا يعني عدم وضع قواعد محددة يتبعها في حياته وتصرفاته، وينصح بتحديد روتين أساسي وقواعد لا تتغير حتى يسهل اعتياد الطفل عليها والتأقلم معها، مثل تحديد وقت عمل الواجب المدرسي، وتحديد وقت ثابت للنوم.

وهكذا يمكن تربية الطفل العنيد بطريقة صحيحة، حيث سيتعلم كيف يتصرف من تلقاء نفسه داخل هذا الإطار الروتيني، ولن تجد مجالاً لإصدار الأوامر، وحينها يلجأ الطفل إلى العند، حيث أن شعور الطفل بالإستقلالية من أهم اسس التربية السليمة للأطفال.

أيضاً تعتبر القواعد مفيدة في نمط حياة الطفل حتى يعتاد على الروتين الصحيح الذي ينشأ عليه منذ الصغر ويكبر معه.

وحينما يكبر الطفل، سوف يمكن أن يشارك بشكل أفضل في الأمور المختلفة، ومنها وضع القواعد، ولذلك يجب منحه بعض السلطة الجديدة على حياته الخاصة، وتحديد التوقعات حتى يفهم الأسباب الكامنة وراءها.

كن مثالا يحتذى به

من أبرز اخطاء في تربية الأطفال العنيدين هو أنه لا يجد القدوة الصحيحة التي يجب محاكاتها. ومن أساسيات تربية الطفل العنيد هو أن يكون الأب نموذج يحتذى به، لأن الأب هو مرآة الطفل التي يحاكيها دون قصد، وبالتالي فإن أي تصرف يقوم به الأب سوف ينعكس بشكل كبير على تصرفات الطفل، واذا وجد الطفل أن الأب يقوم بأشياء خاطئة، فسوف يحاول تقليده، واذا وجد اعتراضاً على ذلك، فلن يتقبل هذا الاعتراض، ويزداد العند لديه.

وينبغي على الأب الذي يعاني من مشكلة الطفل العنيد ألا يكون عنيداً، ويحاول تغيير هذه الصفة، حتى لا يحاكيه ابنه بها، وعليه ممارسة أساليب التعامل مع الطفل بطريقة صحيحة ليساعده في تجنب السلوكيات الخاطئة.

مساعدة الطفل على تغيير سلوكه

يمكنك مساعدة الطفل على تغيير سلوكياته الخاطئة، بحيث يدرك أن العند من الأمور التي يجب أن يتخلى عنه، ولكن كيف يكون ذلك؟ اجعل طفلك يعبر عن توتره والأوقات الذي يزداد خلالها شعوره بالقلق، واخبره كيف يتصرف خلالها حتى يمرن نفسه على التحكم في القلق بطريقة صحيحة، ويمكن طرح بعض الأفكار التي تساعد على تهدئة الطفل مثل:

• المشي معه خارج المنزل قليلاً.
• ممارسة اليوغا والتنفس العميق.
• ممارسة نشاط مفضل للطفل.

تساعد هذه الأمور على الشعور بالهدوء والراحة، ويمكن أن تجعل الطفل يتصرف بطريقة صحيحة حينما ينفعل.

بالنسبة للطفل الأصغر سنًا، حيث ما زال يتعلم كيفية التعبير عن المشاعر، فيمكن أن تسأله كيف تشعر في أوقات مختلفة من اليوم. هل تشعر بالسعادة؟ هل لديك حماس؟ هل تشعر بالغيرة؟ هل انت غاضب؟ واجعله يجيبك لتطرح عليه اقتراحات للتخلص من هذه المشاعر.

امدح طفلك

تعتمد طريقة تربية الاطفال الصحيحة على مجموعة من الإجراءات الهامة، ومن ضمنها مدح الطفل، فيجب ذكر الأمور الإيجابية التي يقوم بها، ومعانقته عندما يفعل شيء جيد، والتباهي به أمام الآخرين، فهذا يمكن أن تقطع شوطًا طويلاً في تربية الطفل العنيد.

وفي المقابل، لا تقم بالتقليل من شأن الطفل وقدراته، والتحدث دوماً عن سلوكياته الخاطئة، وخاصةً في حالة وجود أشخاص آخرين، فهكذا سوف تقلل من شعوره بالثقة في ذاته، وتضعه في موقف محرج، وبالتالي تجعله طفلاً خجولاً يصعب عليه مواجهة المجتمع، كما سيزداد الأمر سوءاً بدلاً من علاج المشكلة.

البحث عن سبب وراء المشكلة

قد يكون عند الطفل ناتجاً عن مشكلة كامنة يشعر بها، سواء في المنزل أو أي بيئة محيطة أخرى مثل المدرسة أو النادي وغيرها، ولذلك يجب التأكد من عدم وجود أمر خفي وراء هذا السلوك، وخاصةً إذا كان يزداد ويتفاقم بمرور الوقت.

إصلاح المشكلة من الأساس هو أهم خطوة في تربية الطفل العنيد، بدلاً من محاولة إصلاح النتائج وردود الأفعال الخاصة بالطفل، ولذلك يجب الرجوع إلى الأسباب أولاً لتغييرها ثم البدء في تحسين سلوك الطفل.

اخطاء في تربية الأطفال العنيدين

بعدما تعرفنا على طرق تربية الطفل العنيد، سوف نلقي الضوء على مجموعة من الأخطاء التي ينصح بتجنبها عند تربية الطفل العنيد، وتشمل:

• التحدث مع الطفل بعصبية وشدة: يجب التعامل مع الطفل بهدوء وحتى في وقت العقاب، ينبغي أن يكون العقاب دون صراخ في وجهه، والأفضل أن يكون عن طريق حرمانه من شيء يحبه.
• عدم مقارنة الطفل بالآخرين: تتسبب مقارنة الطفل بأقرانه في تفاقم المشكلة بدلاً من علاجها، ولذلك ينصح بتجنب القيام بهذا الأمر، فلكل طفل مميزات وعيوب ينفرد بها.
• الخلافات والنقاشات الحادة بين الوالدين أمام الطفل: عند حدوث النزاعات والخلافات بين الأب والأم، فيجب أن يكون هذا الأمر بدون وجود الطفل، وخاصةً في حالة كان الخلاف بسبب تصرفات وسلوكيات الإبن.
• تغيير المبادىء: يجب على الوالدين وضع مبادىء وقواعد يتم السير عليها في المنزل دوماً، والحرص على عدم تغييرها مهما حدث، لأن هذا سيسبب ازدواج الأفكار عند الطفل.

علاقات>أطفالي

relationships-children