كلما تقدمنا بالسن يصعب علينا تعلم لغة جديدة.. ما السبب؟

كلما تقدمنا بالسن يصعب علينا تعلم لغة جديدة.. ما السبب؟

يكبر معظم الناس مع لغتهم الأم بشكل فطري وضمني حيث يكتسبون ويتعلمونها من بيئتهم، وبينما يؤكد خبراء اللغات أن تعلمها في سن مبكرة للغاية قد يجعل الشخص يبدو طلقا في اللغة الثانية مثل المتحدث الأصلي. وعلى العكس حين يتعلم اللغة في سن متأخرة، فإن الأداء والنطق -وليس فقط المفردات والتركيب اللغوي للجمل- قد تكشف أن تلك اللغة ليست الأم.

على سبيل المثال فإن كثير من الإسبان، على الرغم من التحدث بالإنجليزية بوضوح لسنوات – قد لا يزالون ينطقون صوت "V" كـ "B".

في دراسة سابقة حول اكتساب اللغات الأجنبية، حدد العلماء العمر الذي تنخفض فيه فرصك في الوصول إلى الطلاقة اللغوية الكاملة، وهو 10 سنوات.

وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "كوغنشن" Cognition، أنه "يكاد يكون من المستحيل" على متعلمي اللغة الوصول إلى مستوى الطلاقة إذا بدؤوا في تعلم لغة ثانية بعد سن العاشرة.

يقول غوشوا هارتشورن، مؤلف مشارك بالدراسة، وهو أستاذ مساعد في علم النفس بكلية بوسطن "إن قدرتك على التعلم تبدأ في الانخفاض في عمر 17 أو 18 عامًا".

وأشارت نتائج الورقة البحثية أن أولئك، الذين يبدؤون في تعلم لغة جديدة بعد سنوات قليلة من سن العاشرة، قد يصبحون جيدين جدًا في اللغة، لكن من غير المرجح أن يصلوا إلى الطلاقة التامة.

يقول هارتشورن إن سبب حدوث انخفاض القدرة على التعلم عند عتبة البلوغ لا يزال غير واضح. ويمكن أن تشمل التفسيرات المحتملة تغييرات في مرونة الدماغ ونمط الحياة الذي قد يتعلق بدخول مجال العمل أو الجامعة، أو عدم الرغبة في تعلم أشياء جديدة، وهو الأمر الذي يتزايد مع تقدم العمر.

وأظهرت الدراسة، التي أجريت على عدد غير مسبوق من الأفراد خلال مجموعة بيانات ضمت 669 ألفا و498 فردا، أن الطلاب كانوا أفضل حالًا عندما تعلموا لغة جديدة عن طريق الممارسة والاحتكاك بمتحدثي اللغة الأصليين، وليس فقط في الفصل الدراسي أو الكتب. وإذا كان بإمكانك القيام بذلك، فمن الممكن تمامًا أن تصبح ماهرًا في المحادثة، حتى عندما تكون بالغًا، وإن لم تكن بطلاقة تامة.

خطوات للتحسين

إذا كنت في حاجة إلى مزيد من التشجيع، فإن الكاتب البريطاني، ذي الجذور البولندية، جوزيف كونراد، مؤلف كتاب "قلب الظلام" Heart of Darkness أحد علامات الأدب الإنجليزي، لم يتحدث الإنجليزية حتى العشرينات من عمره وأصبح أحد أشهر الروائيين الإنجليز في كل العصور.

وهناك مجموعة من النصائح التي قد تساعدك في احتراف تعلم لغة جديدة، حتى بعد سن العاشرة.

اقرأ كثيرا

حتى من دون الكتابة، يمكنك تحسين مهاراتك اللغوية في الكتابة من خلال القراءة بقدر ما تستطيع.

تطور القراءة المفردات والفهم الجيد لكيفية استخدام اللغة، ولا يعني ذلك أنه يجب عليك دراسة القواعد النحوية بصرامة، بل على العكس، سيصبح بناء الجملة لديك تلقائيا وأكثر سهولة.

اكتب كما تتحدث

يمكنك عمومًا تحسين طلاقة الكتابة والقدرة على القراءة من خلال الكتابة بالطريقة التي تتحدث بها. هذا لا يعني كتابة الكثير من الكلمات العامية، لكن فكر في كيفية استخدام الناس للغة البسيطة عندما يتحدثون وكيف تبدو طبيعية.

وتهدف هذه الخطوة إلى منح كتاباتك نفس التدفق السهل في التحدث أيضا.

تعلم كلمات جديدة

هذه الخطوة أساسية في تعلم أي لغة جديدة، ربما يبدو الأمر بديهيا، لكن كثيرا ما يحتاج إلى التأكيد. فتعلم المزيد من الكلمات يكسبك الثقة والمهارة في اختيار الكلمات أثناء الكتابة أو التحدث.

ينصح خبراء اللغات بتدوين قاموس شخصي، من خلال كتابة أي كلمات أو تعبيرات تصادفك ولا تعرفها. قم بتدوينها وترجمتها، وابدأ في استخدامها في كتاباتك ومحادثاتك.

اجعلها عادة يومية

الممارسة تؤدي إلى الاحتراف، لذا فإن الطريقة الوحيدة لتحسين كتابتك بمرور الوقت هي الاستمرار في القيام بذلك. والالتزام بالكتابة، لمدة 5 أو 10 دقائق فقط يوميًا، سيساعدك على تحسين لغتك الجديدة.

جرب التدوين أو كتابة اليوميات باللغة الجديدة في مدونة أو حتى على حسابك على فيسبوك.

احتفظ بمذكراتك، وستجد بعد فترة أن مهاراتك اللغوية قد تطورت بصورة كبيرة.

تحقق من الأخطاء

عندما تكتب شيئًا ما، فإن آخر شيء تفعله هو قراءته بعناية للتأكد من أنه مكتوب بتسلسل وبناء منطقي للجمل، وأنك لم ترتكب أي أخطاء.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد