عادت نظرية المؤامرة، القائلة إن الرياضيين ينهارون أو يموتون بعد تلقي لقاح كورونا، إلى الظهور هذا الأسبوع، بعد أن قدم صوتان بارزان الفكرة المضللة هذه، وهنا نقدم الحقيقة.
ووفقا لتقرير في موقع فيت بيبول (Fit People) عن الموت المفاجئ للرياضيين، فإن هذا الموت يعتمد على أسباب وعوامل مختلفة، مثل العمر والرياضة التي يمارسونها.
ويشير الموقع إلى أن الموت المفاجئ للرياضيين خلال مباراة أو تدريب يكون في العادة أمرا بارزا ويملأ الصفحات الأولى من الصحف، ومع ذلك فإنه نادر الحدوث.
وأوضح التقرير أن الموت المفاجئ هو ذلك الذي يحدث عندما يتوقف قلب الشخص بطريقة غير متوقعة ومفاجئة، ويحدث هذا عادة للأصحاء الذين يتمتعون بصحة جيدة، وهذا يشمل الرياضيين.
عادة ما يفقد ضحايا الموت المفاجئ وعيهم الكامل، ولا يستجيبون لأي منبهات، ويبقون أعينهم مفتوحتين أو مغمضتين. ويتحول لون بشرتهم إلى البنفسجي والأزرق، حيث يتوقفون عن التنفس.
وأشار التقرير إلى أن جهاز إزالة الرجفان (Defibrillation) يساعد على إنقاذ العديد ممن توقف قلبهم مؤقتا نتيجة الموت المفاجئ. ولكن، يجب القيام بذلك بمجرد بدء الأعراض الأولى، إلى أن تجعل الصدمة الكهربائية للقلب العضلةَ تعمل من جديد، ويستعيد إيقاعه الطبيعي.
وفي حالة عدم توفر جهاز إزالة رجفان القلب، هناك خيار آخر يتمثل في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) لإطالة الوقت حتى يتوفر الجهاز.
أمراض القلب والأوعية الدموية
وقال التقرير إنه ووفقا لدراسة نشرت بالمجلة الإسبانية لأمراض القلب (Revista Española de Cardiología) عام 2002، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الأكثر شيوعا للوفاة المفاجئة للرياضيين. ولكن، هذا ينطبق أيضا على الذين لا يمارسون نشاطا بدنيا منتظما.
وتعد التشوهات الخلقية في الشرايين التاجية واعتلال عضلة القلب الأكثر شيوعا لدى الرياضيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما. ويعد تصلب الشرايين التاجية الأكثر شيوعا لدى أولئك الذين تزيد أعمارهم على 35 عاما. وفي كل حالة تقريبا، يمكن أن يحدث عدم انتظام ضربات القلب بالقلب الطبيعي من الناحية الهيكلية.
الإنعاش القلبي الرئوي
كخطوة أولى، من المهم إجراء فحص طبي قبل المنافسة أو المشاركة في أي رياضة. بهذه الطريقة، سيكون الأخصائي قادرا على اكتشاف بعض التشوهات التي يمكن أن تتسبب في النهاية بحدوث حادثة مميتة.
ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أنه من الممكن منع حالات الموت المفاجئ للرياضيين بنسبة 100%. وما يمكننا القيام به هو التأكد من أن المزيد من الناس يعرفون كيفية إدارة الإنعاش القلبي الرئوي خاصة الأماكن التي لا يوجد فيها جهاز تنظيم ضربات القلب، والذي يجب أن يكون في الواقع إلزاميا في أي مكان يمارس فيه الأشخاص الرياضة من أي نوع وأي مستوى.
وبشكل عام، فإن الطريقة الأكثر فاعلية لتقليل خطر تعرض الشخص للموت المفاجئ هي، للمفارقة، ممارسة الرياضة وخاصة في سن مبكرة، لأن ذلك من شأنه التحكم في عوامل الخطر القلبية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول والسمنة.