تعد متلازمة اسبرجر من الأمراض التي زادت انتشاراً في السنوات الأخيرة، ويطلق عليها اسم اضطراب طيف التوحد، وتبدأ أعراضها منذ الطفولة، وحتى يمكن اكتشافها مبكراً وسهولة علاجها، سوف نتعرف على كل المعلومات الهامة عن متلازمة اسبرجر.
ما هي متلازمة اسبرجر؟
يطلق عليها اسم متلازمة أسبرجر Asperger’s syndrome أو التوحد عالي الأداء، وهي جزء من اضطراب كبير يسمى اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorder، ويعاني الشخص المصابة بهذه المتلازمة من عدم القدرة على التواصل مع الأشخاص الآخرين لأنه لا يملك المهارات اللازمة لذلك، ويفضل البقاء بعيداً عنهم، كما يكون لديه نطاق محدد من الاهتمامات، وتصرفات غير متوقعة، ويمكن أن يكون لديهم بعض السلوكيات المتكررة مثل القيام برفرفة اليدين.
قبل عام 2013، كانت متلازمة اسبرجر مختلفة عن الأنواع الأخرى من اضطرابات طيف التوحد، لأن الأشخاص المصابين بها لديهم مستوى أعلى في الذكاء واللغة.
ويكون تشخيص اضطراب طيف التوحد عن طريق أطباء متخصصين في هذا الأمر، ولديهم قدرة على فحص تصرفات وسلوكيات الطفل بشكل دقيق، ليتعرفوا على مدى شدة الحالة، ونقاط الضعف والقوة لدى الطفل، وغالباً ما يتم الاستعانة بالأطباء في التخصصات التالية:
- أطباء الأطفال.
- الأطباء النفسيون المتخصصون في التوحد.
- أطباء متخصصون في المخ والأعصاب.
- المعالج السلوكي.
قد تتطلب الحالة مراجعة واحد أو أكثر من الأطباء السابق ذكرهم للمساعدة في تشخيص متلازمة اسبرجر، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن يمكن أن يساعد هذا في معرفة المزيد من المعلومات حول المرض والعثور على شبكات دعم إضافية.
اعراض متلازمة اسبرجر
تعدد أعراض متلازمة أسبرجر. قد يعرض طفلك عددًا قليلاً فقط من السلوكيات أو العديد منها أو جميعها، ويمكن تقسيم اعراض متلازمة اسبرجر كالتالي:
الأعراض الاجتماعية
تشمل اعراض متلازمة أسبرجر التي قد ترتبط بالعلاقات الاجتماعية والتواصل مع الأشخاص:
- صعوبة على تكوين علاقات وصداقات أو الاحتفاظ بها.
- الميل إلى الانطواء والعزلة، وصعوبة التكيف مع التجمعات.
- صعوبة التعبير عن المشاعر بالعين أو الحديث.
- صعوبة في تفسير تعابير الأشخاص الآخرين.
- صعوبة التمييز بين الدعابة والأمور الجادة.
- التصرفات والسلوكيات الغريبة وغير المتوقعة.
- صعوبة التعبير عن المشاعر والعواطف.
- الميل للتحدث عن النفس واختيار موضوعات محددة للحديث عنها.
- اتباع روتين في الحياة لا يتغير والتمسك بأشياء معينة دون غيرها.
يمكن عدم ملاحظة كل اعراض متلازمة أسبرجر على الأشخاص المصابين بها، ولكن سوف يكون لديهم صعوبة في التواصل مع الآخرين.
مشاكل اللغة والكلام
عادة لا يعاني الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر من تأخر الكلام، ولكن غالباً ما يكون لديهم بعض الاختلافات في اللغة التي تجعلهم يختلفون عن اضطرابات التوحد الأخرى، وتشمل:
- طريقة محددة في الكلام.
- قلة الانعطاف عند الحديث.
- تكرر الكلام.
- صعوبة التحدث بلغة تتناسب مع الموقف.
- ارتفاع الصوت أثناء التحدث.
وغالباً ما يكون لدى الشخص المصاب بمتلازمة اسبرجر مهارات مختلفة في الحديث، وقد يكون متقدم في المفردات واللغة والقواعد النحوية، ولكنه لا يتمكن من استخدام هذه المهارات بما يتناسب مع الموقف.
السلوكيات المعرفية
في أغلب الحالات، يكون مستوى ذكاء الشخص المصاب بمتلازمة اسبرجر طبيعي إلى أعلى قليلاً من الطبيعي، وقد يكون متفوق من الناحية الدراسية، فيما يعاني البعض من مشاكل عقلية، وتتمثل السمات الأكثر شيوعاً لدى المصاب بمتلازمة اسبرجر في:
- قوة في الذاكرة.
- صعوبة فهم المعلومات.
- الاهتمام بالتفاصيل والتركيز عليها واهمال الصورة الكبيرة من الموضوع.
- ضعف التركيز أو مشاكل في التعلم قد تؤثر بالسلب على المهارات لديه، مثل صعوبة القراءة أو صعوبة الكتابة، وعدم القدرة على حل المسائل الرياضية، ومع هذا، لا يعاني أغلب الأطفال من مشاكل في الادراك.
الأعراض الجسدية
يمكن أن يعاني الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر من بعض الأعراض الجسدية، وأبرزها:
- التأخر في القيام ببعض الحركات.
- القيام بحركات غير متزنة تسبب الحرج.
- صعوبة في التنسيق.
- زيادة الحساسية لبعض الأشياء التي تعتبر طبيعية لدى الآخرين، مثل الأصوات أو الروائح.
قد يواجه الأطفال الذين يعانون من متلازمة اسبرجر مشكلة في الأنشطة البسيطة، مثل إمساك الكرة، لكن بعض الأطفال ليس لديهم مشكلة في الحركة.
وعلى الرغم من أن متلازمة اسبرجر قد تثير بعض التصرفات العدوانية، فلا يوجد دلائل كافية حول وجود علاقة بين العنف والتوحد.
علاج متلازمة اسبرجر
يجب أن يتم تصميم علاج متلازمة اسبرجر لتلبية احتياجات الشخص الذي يعاني منها، حيث أن نسبة نجاح العلاج تتوقف على تحديد الطريقة الأنسب له، ولذلك يجب التركيز على مشاكل الطفل لتحديد العلاج المناسب، والبدء في تعزيز نقاط القوة لديه، كما ينبغي القيام بمتابعة الحالة بشكل دائم، وتغيير العلاج في حالة عدم جدواه، حتى يتمكن الطفل من التعامل مع الحياة بشكل طبيعي.
ليس هناك أدوية محددة تستخدم في علاج متلازمة اسبرجر، ولكن يمكن أن يصف الطبيب بعض العلاجات التي تخفف الأعراض، وأبرزها:
- الأدوية المضادة للاكتئاب.
- الأدوية المضادة للذهان.
- أدوية علاج نقص الانتباه.
يمكن أن تتسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية التي تشكل خطورة على الجسم، ولذلك يجب الالتزام بتعليمات الطبيب والتحدث معه في حالة ظهور أي أعراض جانبية.
التعامل مع متلازمة اسبرجر عند الأطفال
في أغلب الأحيان، يواجه الأطفال صعوبة عند التعلم في المدرسة، حيث يصعب عليه التكيف مع زملائه وفهم المعلومات بطريقة صحيحة، كما يمكن أن يعاني من صعوبة التركيز أو البقاء هادئاً، ولذلك قد يحتاج الطفل إلى أماكن خاصة للتعلم، فهناك مراكز متخصصة لتعليم مثل هذه الحالات.
كذلك يجب تكاتف الوالدين مع المعلمين في المدرسة لمساعدة الطفل على التعلم وتحقيق أفضل نتائج ممكنة، وذلك بتخصيص نظام تعليمي مناسب له، ويجب مراعاة النقاط التالية عند وضع النظام التعليمي المناسب للطفل، وهي:
- تحديد نظام يومي يساعد في زيادة التركيز لدى الطفل.
- الاهتمام بالصحة البدنية للطفل من خلال ممارسة الرياضة.
- استخدام بعض الأدوات الأكثر تناسباً مع الطفل، مثل وضع سماعة الرأس أثناء الاستماع للدروس الصوتية.
- مساعدته في الجلوس مع مجموعات وليس بمفرده.
- تعليمه كيفية التحكم في الانفعالات.
ووفقاً للعقبات التي تواجهها المدرسة، يتم تحديد مدى امكانية بقاء الطفل في هذه المدرسة، أو ضرورة انتقاله لمدرسة أخرى متخصصة في علاج مثل هذه الحالات.