جدرى القرود هو مرض نادر يسببه فيروس جدري القرود، ولكنه انتشر مجدداً في الآونة الأخيرة، ولذلك بدأت منظمة الصحة العالمية إلى التحذير منه، وفي هذا المقال، سوف نتعرف على كل المعلومات عن جدري القرود وعلاجه.

كيف ينتقل جدري القرود؟

يعتبر ملامسة القرود مباشرةً هو سبب مرض جدري القرود الرئيسي، إذ أن هذا المرض يرتبط بشكل مباشر بالقرود، وحينما يقوم أحد الأشخاص بملامسة القرود أو أي شخص مصاب بهذا الفيروس، فسوف ينتقل إليه عن طريق الجلد، وخاصةً عند وجود خدش في الجلد أو من خلال لدغات الحشرات، كما أن الإتصال المباشر بدم حيوان مصاب أو أي سوائل في الجسم أو قروح يمكن أن يسبب جدري القرود.

يمكن انتقال مرض جدري القرود من شخص إلى آخر، ولكن هذا الأمر أقل شيوعاً، ويكون من خلال ملامسة القروح أو الخدوش في الجلد، وكذلك السوائل الفموية لدى الشخص المصاب، أو القطرات الخاصة بعلاج أمراض الجهاز التنفسي، كما يمكن أن ينتقل أثناء ممارسة العلاقة الحميمة مع الشريك.

وهناك طرق أخرى لانتقال فيروس جدري القرود، وهي ملامسة أشياء تحتوي على العدوى، مثل الفراش أو الملابس الخاصة بشخص حيوان مصاب.

اعراض جدري القرود

تبدأ أعراض جدري القرود في الظهور بعد بضعة أسابيع من التعرض للفيروس، وتظهر على الجلد على هيئة بقع حمراء مسطحة، وترتفع بشكل تدريجي حين تمتلىء بالقيح والسوائل، وبعد ذلك تبدأ في التقشر والسقوط، وفي أغلب الحالات، يستغرق علاج جدري القرود مدة تتراوح بين أسبوعين حتى شهر، ويجب متابعة الحالة مع الطبيب حتى يمكن علاج الطفح الجلدي والفيروس، وخاصةً أن طفح جدري القرود قد يسبب الألم.

تتشابه أعراض جدري القرود مع أعراض الأنفلونزا، وأبرزها:

• ارتفاع درجة حرارة الجسم.
• آلام الرأس.
• القشعريرة.
• آلام في العضلات.
• التعب والإعياء.
• تضخم في الغدد الليمفاوية.

عادةً ما يبدأ الطفح الجلدي في الظهور بعد مرور أيام قليلة من العدوى، ويكون على هيئة نتوءات مسطحة حمراء، وقد تسبب ألم، ثم تمتلىء هذه النتواءات بالقيح والسوائل، وبعد ذلك، تبدأ في التقشر والسقوط، ويمكن أن تستمر أعراض جدري القرود من أسبوعين إلى شهر، ويمكن أن تظهر بعض الأعراض الأخرى مثل قرح الفم أو قرح شرجية.

لا يشترط ظهور أعراض جدري القرود لدى كل المصابين به، فتختلف من شخص لآخر، وحتى إن لم تظهر الأعراض، فإن الشخص الحامل للعدوى يمكن أن ينقلها بالطرق المذكورة سابقاً.

خطورة فيروس جدري القرود

ليس هناك حالات منتشرة لأشخاص توفوا بسبب جدري القرود، ولكن قد يتسبب هذا المرض في العديد من المضاعفات الخطيرة، مثل الإصابة بالتهابات في الدماغ أو العينين، أو الإلتهاب الرئوي.

تشخيص جدري القرود

عند الذهاب إلى الطبيب لتشخيص الحالة، فقد لا يتعرف عليها في البداية، وذلك لأن الطفح الجلدي يمكن أن ينتج عن عدة مشكلات أخرى، مثل جدري الماء أو الحصبة، ولكن إذا لاحظ الطبيب تضخم الغدد الليمفاوية مع وجود الطفح الجلدي، فسوف يؤثر بالإصابة بجدري القرود.

لتشخيص جدري القرود، يطلب الطبيب اجراء خزعة نسيج القرحة المفتوحة، ثم يقوم بإرسالها إلى معمل التحاليل لاجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، وقد تتطلب الحالة أخذ عينة من الدم للتأكد من الإصابة بفيروس جدري القرود، أو وجود أجسام مضادة في الجسم يقوم الجهاز المناعي بإنتاجها لمقاومة العدوى.

علاج جدري القرود

غالباً ما تختفي أعراض جدري القرود خلال فترة قليلة تتراوح من أسبوعين إلى شهر، وتتحسن أغلب الحالات بمفردها وبدون علاج، ولكن يجب المتابعة مع الطبيب وتناول بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض الشديدة، والوقاية من المضاعفات الخطيرة، وفي حالة وجود التهابات بكتيرية ناتجة عن العدوى، فقد يصف الطبيب مضاد حيوي لعلاجها.

وحول علاج جدري القرود، فلا يوجد أدوية محددة له، ولكن يمكن الإستعانة بدواء مضاد للفيروسات للمساعدة في العلاج، حيث لم يتم انتاج مضاد لفيروس جدري القرود حتى الآن، ولكن هناك بعض مضادات الفيروسات التي تم تجربتها وتحتاج إلى مزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها.

الوقاية من جدري القرود

يمكن أن يساعد لقاح الجدري في الوقاية من جدري القرود، ولكن ليس هناك أدلة كافية حول مدى فعاليته، فلازالت الاستخدامات مقتصرة على التجارب السريرية، ولذلك يجب اتباع الطرق الوقائية التي تساعد في منع الإصابة بالمرض، وتشمل:

• تجنب الملامسة المباشرة للحيوانات المصابة أو الحاملة للعدوى.
• تجنب استخدام أدوات شخص مصاب بالعدوى أو النوم على فراشه.
• التأكد من طهي اللحوم جيداً.
• الحرص على غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون.
• استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
• تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة، وارتداء قناع الوجه عند التواجد بها.
• الحفاظ على نظافة الأسطح المستخدمة وتعقيمها جيداً.
• ارتداء القفازات الوقائية في حالة الاضرار للتعامل مع الحيوانات.

التعايش مع جدري القرود

في حالة حدوث الإصابة بمرض جدري القرود، فيمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض، وتشمل:

• مسكنات الآلام.
• مخفضات الحمى.

كما يمكن اتباع بعض الإجراءات المنزلية أثناء الإصابة بجدري القرود، وهي:

• الجلوس في حمامات الشوفان: يمكن أن يؤدي الجلوس في حمام دافئ مع دقيق الشوفان الغروي إلى تخفيف الشعور بالحكة والجفاف المصاحب للطفح الجلدي.
• تجنب التعامل مع الأشخاص الآخرين حتى تختفي العدوى.
• الرعاية الجيدة: من الضروري البقاء في المنزل والراحة أثناء المرض، وارتداء قناع وشرب الكثير من السوائل.
• تجنب الاحتكاك المباشر مع الحيوانات الأليفة، وخاصة القوارض.

متى يجب الإتصال بالطبيب؟

ينبغي التحدث مع الطبيب عند ملاحظة هذه الأعراض:

• الحمى الشديدة الناتجة عن تورم الغدد الليمفاوية أو الغثيان.
• انتشار الطفح الجلدي أو ظهور تقرحات بالجلد.
• الاتصال المباشر مع شخص مصاب او استخدام أدواته.

ويجب الحصول على رعاية فورية في حالة ظهور الأعراض التالية:

• صعوبة في التنفس.
• ألم حاد في الصدر.
• تصلب الرقبة.
• صعوبة التفكير بشكل طبيعي.
• عدم القدرة على الحركة أو الكلام.
• فقدان الوعي.
• التشنجات.