يعرف مرض انفصام الشخصية باسم الفصام، وهو عبارة عن اضطراب في القدرات العقلية، ويحدث بشكل مزمن ويؤثر على القدرة على التفكير بشكل طبيعي، وصعوبة التعبير عن العواطف والمشاعر، وكذلك التصرفات المختلفة، والتواصل مع الآخرين، وهو مرض غير شائع، ولكنه معقد. لنتعرف على مرض انفصام الشخصية وأعراضه وعلاجه.

ما هو انفصام الشخصية؟

يتساءل كثير من الأشخاص عن معنى انفصام الشخصية، وخلافًا للاعتقاد السائد، فإن انفصام الشخصية لا يعتبر انقسام في الشخصية، ولكنه يعني صعوبة التمييز بين الواقع والخيال، وفي بعض الأوقات، يصعب على الشخص أن يتصل بالواقع، ويكون لديه صور مشوشة عن الحقائق من حوله، ويمكن أن يقوم بتصرفات وسلوكيات غريبة.

تتباين شدة انفصام الشخصية وفقاً للحالة، وقد يعاني الشخص من نوبة واحدة فقط، فيما يعاني آخرون من نوبات عديدة على مدار حياتهم، ولكن في الفترات ما بين النوبات، يتعاملون بشكل طبيعي.

اعراض انفصام الشخصية الأولي

عادةً ما تظهر اعراض انفصام الشخصية الأولى عند الرجال في نهاية مرحلة المراهقة، وبداية مرحلة العشرينيات من العمر، فيما تظهر على النساء في بداية العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، ويطلق على الفترة الأولى اسم الفترة البادرية، والتي تستمر لمدة أيام أو أسابيع، وقد تمتد إلى سنوات، ويصعب اكتشافها بشكل ملحوظ، ولكن يمكن أن يبدي المصاب بعض التغيرات السلوكية البسيطة، وخاصةً في مرحلة المراهقة، وتشمل هذه التغيرات ما يلي:

• تغيير في التحصيل الدراسي والمستوى العلمي.
• البدء في الابتعاد عن الأشخاص.
• قلة التركيز.
• التقلبات في الحالة المزاجية.
• اضطرابات النوم.

اعراض انفصام الشخصية المتأخر

تتمثل أعراض انفصام الشخصية المتأخر في:

• التخيل غير الواقعي والوهم: قد يشعر بعض المصابين بتخيلات وأوهام ليست موجودة في الواقع، فمثلاً يمكن أن يتصور أن الأشخاص من حوله تسمع أفكاره، أو أن هناك من يتآمر عليه.
• الهلاوس: وهي عبارة عن مشاعر غير واقعية، مثل سماع صوت غير موجود، أو رؤية أشياء غير موجودة، ويمكن أن يتصور الشخص الذي يعاني من انفصام الشخصية أن هناك أصوات لأوامر يجب أن ينفذها، أو أصوات تهينه، بالإضافة إلى استنشاق روائح غير موجودة، أو الشعور بمذاق غير طبيعي في الفم، وأن شيء يلامس البشرة، وهذا في الحالات الشديدة والمتأخرة.
• التوقف عن الحديث: أي يتوقف الشخص الذي يعاني من انفصام الشخصية عن التحدث، ويمكن أن يبقى جسده ثابتاً في وضعية واحدة لوقت طويل.

أعراض انفصام الشخصية غير المنظمة

هي عبارة عن أعراض متداخلة وعشوائية، وتنتج عن تشوش الفكر وبالتالي تؤدي إلى ردود أفعال غريبة، وأبرزها:

• قول عبارات ليس لها معنى، او استخدام مصطلحات غير مفهومة، وبالتالي صعوبة التواصل مع الآخرين.
• تغير الأفكار بشكل سريع وعدم وجود روابط بين الكلام.
• بطء حركة الجسم.
• صعوبة اخذ القرارات المختلفة.
• كثرة الكتابة بعبارات غير مفهومة.
• صعوبة القدرة على تذكر الأشياء.
• تكرر بعض الحركات والتعبيرات، مثل المشي بسرعة أو السير في دوائر.
• صعوبة فخم الأمور التي تحدث أمامه أو المشاعر والأصوات الصادرة.

اعراض انفصام الشخصية المعرفية

وتعني الأعراض التي تحدث تأثيرات على قدرة الشخص العقلية ومعرفته، وأبرزها:

• عدم القدرة على فهم واستيعاب المعلومات مما يصعب اتخاذ أي قرار هام.
• انخفاض مستويات التركيز وقلة الانتباه.

اعراض انفصام الشخصية النفسية

يمكن أن تكون اعراض انفصام الشخصية النفسية كالتالي:

• قلة العاطفة والمشاعر.
• تجنب التواصل مع الأسرة والأشخاص المقربين.
• قلة الطاقة.
• قلة الحديث..
• عدم وجود أهدف أو متعة في الحياة. 
• قلة الاهتمام بالنظافة.

اختبار انفصام الشخصية

في حالة ملاحظة الطبيب لظهور أعراض الفصام، فسوف يقوم بالتحدث مع المريض وأسرته لمعرفة المشكلات التي تواجه المريض، وقد يحتاج إلى فحص جسدي، ومع ذلك، لا يوجد اختبار انفصام الشخصية حتى يمكن تشخيص مرض انفصام الشخصية بشكل خاص، ولذلك قد يلجأ الطبيب إلى اجراء عدة اختبارات، مثل اختبارات الدم أو تصوير الدماغ، وذلك لمعرفة المزيد عن الحالة والتأكد من عدم المعاناة من أي مشكلة صحية أخرى.

في حالة عدم التوصل الطبيب لسبب آخر يفسر اعراض الفصام، فهذا يعني احتمالية اصابة الشخص بانفصام الشخصية، وهو ما يتطلب تحويله لطبيب نفسي مختص بالصحة العقلية لتشخيص الحالة بشكل أفضل.

علاج انفصام الشخصية

يهدف علاج انفصام الشخصية إلى تقليل الأعراض وتقليص احتمالية حدوث مضاعفات، وتتمثل طرق علاج مرض انفصام الشخصية في:

• تناول الأدوية المضادة للذهان بوصف من الطبيب.
• المزج بين العلاجات الطبية والعقلية: يساعد هذا المزج في علاج انفصام الشخصية وخاصةً مع بداية الأعراض الأولية، حيث يجمع بين عدة أمور، ويمكن أن يكون للأسرة دوراً في العلاج.
• العلاج النفسي: قد تساعد الأدوية في تقليل أعراض انفصام الشخصية، ولكن من الضروري أن يعرض المصاب على طبيب نفسي يساعده في ادارة مشكلته والوقاية من المضاعفات، كما أنه سيساعده في حفل المشكلات الاجتماعية والسلوكية، وذلك من خلال الاجراءات التالية:
  • التركيز على تحسين المهارات ومساعدة الشخص في الانخراط بالمجتمع للتغلب على المشكلات الناتجة عن انفصام الشخصية.
  • العلاجات المعرفية: وهي العلاجات التي تعتمد على الفكر والمعرفة، حيث يتم تعزيز القدرات العقلية لدى الشخص المصاب بالفصام.
  • العلاجات النفسية: وهي العلاجات التي تهتم بفهم المرض ومعرفة كيفية التعامل معه بطريقة صحيحة، وتحسين نفسية المريض.
  • مشاركة الأسرة في العلاج: وذلك من خلال فهم معنى انفصام الشخصية، فهذا سوف يساعد كثيراً في علاج المريض.
  • مجموعات الدعم: هي المجموعات التي تعاني من نفس المشكلة، أو تعالجت منها، ومن خلال الجلوس في هذه المجموعات، يمكن معرفة التجارب وكيف استطاعوا التغلب عليها.