يحدث التصلب المتعدد، أو التصلب العصبي المتعدد، حينما يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الميالين في الجسم، وهو عبارة عن غلاف يحيط بالخلايا العصبية، ويساعد في الحفاظ على الأعصاب، مما يعزز الاتصال بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم.

ماهو التصلب المتعدد؟

مرض التصلب المتعدد من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تحدث تأثيراً سلبياً على الدماغ والحبل الشوكي، وكذلك العصب البصري في العين، مما يؤدي إلى صعوبة التوازن، وعدم القدرة على التحكم في العضلات، وصعوبة الرؤية بمرور الوقت، وقد يؤثر على أجزاء الجسم الأخرى.

عادةً ما تكون الأعراض والمضاعفات مختلفة بين كل شخص وآخر، فقد يعاني البعض من أعراض بسيطة لا تتطلب علاج، ويعاني آخرون من مشاكل صحية عديدة، مثل صعوبة الحركة، وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.

أسباب التصلب المتعدد

ليس هناك سبب واضح ومحدد لحدوث مرض التصلب المتعدد، ولكن قد تؤدي بعض العوامل إلى زيادة خطر الإصابة به، مثل وجود جينات محددة في الجسم تزيد فرص حدوثه، كما يعتبر التدخين من الأسباب التي ترفع احتمالية الإصابة به.

أيضاً يمكن أن يصاب البعض بمرض التصلب المتعدد في حالة حدوث عدوى فيروسية في الجسم، مثل فيروس الهربس، أو فيروس ابشتاين بار، فهذه الفيروسات تعيق وظائف المناعة الطبيعية، وتؤدي إلى حدوث أمراض ومشاكل صحية عديدة.

وتؤكد بعض الأبحاث والدراسات أن التعرض لأشعة الشمس والحصول على كميات كافية من فيتامين د يمكن أن يعزز المناعة، وبالتالي الوقاية من مرض التصلب المتعدد.

اعراض التصلب المتعدد

يمكن ملاحظة أولى أعراض مرض التصلب المتعدد الأولى في مراحل العشرينيات أو الأربعينيات من العمر، وغالباً ما تكون النوبات من أعراض مرض التصلب المتعدد الشائعة، وتزداد فرص حدوثها في حالة حدوث انتكاسات تؤدي إلى سوء الحالة بشكل كبير، ولكن هناك أوقات تنخفض فيها الأعراض وتتحسن الحالة، فيما يمكن أن تتفاقم وتستمر لدى البعض.

يمكن أن تتباين اعراض التصلب المتعدد من حالة لآخرى، واذا حدوث تفاقم في المرض، يمكن ملاحظة أعراض أخرى، والتي تبدأ بشكل تدريجي، مثل صعوبة في الرؤية، أو حدوث التهاب العصب البصري، وما يصاحبه من أعراض مثل:

• فقدان البصر بشكل جزئي أو كلي، ويمكن أن يحدث في عين واحدة.
• الشعور بآلام عند القيام بتحريك العين.
• رؤية مشوشة أو ضبابية.
• رؤية الأشياء بشكل مزدوج.

وتشمل أعراض التصلب المتعدد الأخرى الشائعة ما يلي:

• خدر ووخز.
• إعياء.
• فقدان التوازن.
• دوخة.
• رعشة وتشنج.
• الم في الجسم.
• مشاكل المثانة.
• مشكلة الأمعاء.
• القلق وتشتت التفكير.
• مشاكل الذاكرة.

مضاعفات التصلب المتعدد

في حالة الإصابة بمرض التصلب المتعدد، فقد تحدث بعض المضاعفات، وهي:

• الصرع.
• تصلب العضلات.
• الشلل (عادة في الساقين).
• التغيرات العقلية مثل النسيان أو تقلب المزاج.
• الدوار.
• صعوبة في البلع.
• التهابات المسالك البولية.
• الإمساك.

علاج التصلب المتعدد

ليس هناك علاج محدد لمرض التصلب المتعدد، ولكن قد تساعد بعض الأدوية والعلاجات في تقليل الأعراض وتحسين عمل أجزاء الجسم المختلفة، وهي:

• تناول بعض العلاجات والأدوية: وهي الأدوية التي تعمل على ابطاء اعراض ومضاعفات مرض التصلب المتعدد، أو تقلل فرص حدوث النوبات، وكذلك تساعد في التحكم بالإجهاد المصاحب للمشكلة.
• تناول أدوية تساعد في تخفيف نوبات مرض التصلب المتعدد، بحيث تصبح قصيرة وخفيفة، وكذلك الأدوية التي تساعد على ارخاء العضلات، والأدوية المهدئة التي تقلل من التقلصات التي تصيب العضلات. 
• العلاج الطبيعي: من أنواع العلاجات الهامة هي العلاج الطبيعي، وهي عبارة عن جلسات وتمارين تعزز قوة الجسم والتوازن، وتقلل فرص حدوث مشاكل العضلات، وكذلك تساعد على تقليل الألم والتعب، وإذا تسبب مرض التصلب المتعدد في صعوبة الحركة والتوازن، فقد يحتاج المصاب إلى عصا أو مشاية حتى يستطيع أن يتحرك بشكل أفضل.

وبالإضافة إلى علاج التصلب المتعدد، يمكن أن يقوم المريض ببعض الاجراءات التي تخفف الأعراض، مثل ممارسة الرياضة بشكل مستمر، وتجنب التعرض للحرارة بقدر الإمكان، وممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء مثل تمارين اليوغا التي تقلل الشعور بالتوتر.

التعايش مع التصلب المتعدد

لأن مرض التصلب المتعدد يصبح مزمناً، فيجب معرفة كيفية التعايش معه.

يمكن القيام ببعض الأشياء التي قد تخفف الأعراض، وهي:

• الحصول على قسط كافٍ من النوم، والحفاظ على أوقات نوم والاستيقاظ متسقة للحفاظ بقدر الإمكان، وفي حالة المعاناة من انقطاع النفس الانسدادي النومي أو اضطراب نوم آخر، فيجب التحدث مع الطبيب حول كيفية علاجه.
• اتباع نمط غذائي صحي: تلعب التغذية دوراً هاماً في تعزيز الصحة، لذا يجب اتباع نظام غذائي متوازن يساعد في الشعور بالتحسن، وينصح بتناول الحبوب الكاملة بدلاً من الحبوب المكررة، وتجنب الأطعمة المصنعة والسكر المضاف، بالإضافة إلى تناول الكثير من الفاكهة والخضار.
• ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام: يمكن أن يساعد النشاط الرياضي المنتظم على تحسين قوة الجسم والتوازن وتقليل مشاكل العضلات. 
• تجنب التعرض للحرارة: قد تتسبب الحرارة في تفاقم أعراض مرض التصلب المتعدد، ولذلك ينصح بتقليل التعرض للحرارة، والحفاظ على برودة الجسم قدر الإمكان.
• تجنب الإجهاد: يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تفاقم الأعراض، لذا يجب تعلم كيفية تخفيف التوتر من خلال ممارسة اليوجا أو التأمل أو التدليك، وتجنب التعرض لمسببات التوتر.
• تجنب التدخين: يرتبط التدخين بمجموعة واسعة من الأمراض والحالات، ويمكن أن يؤدي التدخين إلى تفاقم أعراض مرض التصلب المتعدد بسرعة أكبر.