يعرف مرض ثنائي القطب باسم الهوس الاكتئابي، وهو عبارة عن مرض يصيب العقل، ويؤدي إلى تغير كبير في الحالة المزاجية، فأحياناً يصبح الشخص سعيداً، فيما يبدو حزيناً في أحيان أخرى، بالإضافة إلى تغيرات في مستويات الطاقة، ونمط النوم، والسلوكيات المتبعة، وسوف نلقي الضوء على كل المعلومات عن مرض ثنائي القطب.
ما هو مرض ثنائي القطب؟
يمر الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب بفترات سعادة بالغة ونشاط كبير، فيما يشعرون بالحزن الشديد والإحباط وانخفاض الطاقة في فترات أخرى، وفي الفترات بين السعادة والحزن، يكون الشخص طبيعي، وتم تسمية هذا المرض باضطراب ثنائي القطب، نتيجة وجود قطبين للحالة المزاجية لدى الشخص المصاب به.
تتميز فترات الارتفاعات لدى الشخص الذي يعاني من مرض ثنائي القطب بزيادة الثقة بالنفس، والرغبة في القيام بالعديد من الأشياء، مما يجعله شخص مندفع أو متهور، فيما يكون محبطاً للغاية في فترات الانخفاض أو الحزن، مما قد يقوده إلى العصبية والانفعال الزائد، والميل إلى الكسل، وقد يعاني نصف الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب من الهلوسة أو الهوس، فقط يعتقدوا بوجود أشياء غير موجودة، أو يتصوروا رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية.
أعراض ثنائي القطب
ليس هناك نمط محدد عند تغير المزاج لدى الشخص الذي يعاني من الاضطراب ثنائي القطب، فقد يعاني الشخص من حالات ارتفاعات متكررة، ثم حالات انخفاضات متكررة، ولا يشترط أن يشعر بالسعادة ويعقبها الحزن، وبالتالي لا يمكن توقع تصرفاته أو سلوكياته بين كل حين وآخر، كما يمكن أن تظهر هذه التغيرات خلال أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات.
كذلك تتباين شدة الإصابة بمرض ثنائي القطب بين الأشخاص، وقد تتغير، لتصبح أقل شدة أو أكثر شدة.
تتمثل اعراض ثنائي القطب الأكثر شيوعاً أثناء فترة الارتفاعات في:
- الشعور بالسعادة الشديدة.
- التغير المفاجئ من السعادة إلى الحزن.
- صعوبة النوم.
- سرعة في التحدث.
- ضعف في التركيز.
- ارتفاع مستويات الطاقة.
- عدم الرغبة في النوم لفترات طويلة.
- ارتفاع الرغبة الجنسية.
- البدء في وضع خطط وأحلام كبيرة.
- الميل للتهور والاندفاع في مختلف المواقف.
- عدم الرغبة في تناول الطعام.
- زيادة الثقة بالنفس.
- البحث عن سبل المتعة والقيام بها.
- تشتت في الانتباه.
أما أثناء فترات الانخفاضات أو الحزن، فقد تكون الأعراض كالتالي:
- الميل إلى الكآبة والحزن.
- انخفاض مستويات الطاقة.
- الشعور بالإحباط واليأس.
- انخفاض الثقة بالنفس و انعدام القيمة.
- عدم الشعور بالمتعة من أي شيء.
- قلة التركيز وسرعة النسيان.
- البطء أثناء الكلام.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- كثرة البكاء وصعوبة التحكم فيه.
- كثرة الرغبة في النوم.
- قلة تناول الطعام أو كثرة تناول الطعام.
- التفكير الانتحاري ومحاولة ايذاء النفس.
أسباب الاضطراب ثنائي القطب
ليس هناك سبب محدد للاصابة باضطراب ثنائي القطب، ولازالت هناك أبحاث لمعرفة أسباب اضطراب ثنائي القطب، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من فرص حدوثه، مثل العوامل الوراثية، ولكن يتطلب الأمر المزيد من الدراسات حتى يمكن تحديد الأسباب وكيفية علاج اضطراب ثنائي القطب بشكل صحيح.
علاج ثنائي القطب
هناك بعض الاجراءات التي قد تساعد في علاج الاضطراب ثنائي القطب، ولكن يشترط أن يتابع المصاب حالته مع الطبيب، حتى يتمكن من مساعدته في علاج المشكلة، وخاصةً مع تكررها واستمرارها، حيث يمكن أن تتسبب في مضاعفات إذا تكررت الأعراض، وكلما كانت الأعراض متكررة ومستمرة، كلما أصبح العلاج أكثر صعوب.
قد يساعد علاج ثنائي القطب في تحسين الحالة بشكل كبير، وذلك من خلال اتباع مجموعة من الاجراءات التي تعمل معاً في العلاج، والتي تتمثل في الأدوية، والعلاج النفسي، والمتابعة الطبية، وتغييرات في نمط الحياة المتبع، بالإضافة إلى دعم ومساندة الأسرة والاصدقاء، فكل هذه العوامل سوف تحدث فرقاً كبيراً، وتساهم في علاج اضطراب ثنائي القطب.
أيضاً هناك بعض الخيارات العلاجية الأخرى التي يمكن أن تلعب دوراً، وهي:
- استخدام الصدمات الكهربائية: وتكون على هيئة جلسات يتعرض فيها المصاب لجرعات صغيرة من الكهرباء التي تحدث صدمة في الدماغ، وتعمل على اعادة الاتزان بين بعض المواد الكيميائية، ويعتبر هذا العلاج خياراً أخيراً قد يلجأ إليه الطبيب في حالة فشل الطرق العلاجية الأخرى.
- استخدام الإبر: قد تعمل الإبر في علاج الاكتئاب الذي ينتج عن الاضطراب ثنائي القطب.
- الفيتامينات والمكملات الغذائية: قد تساعد بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية في علاج أعراض الاضطراب ثنائي القطب، ولكن يجب أن يكون بوصف من الطبيب لأن الإفراط في استخدامها يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية، كما أنها قد تؤثر على فعالية بعض الأدوية الأخرى.
وهناك بعض التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد أثناء علاج ثنائي القطب، وهي:
- الإنتظام في ممارسة الرياضة: حيث تساعد الرياضة في تحسين صحة العقل، وزيادة الثقة بالنفس، والقدرة على التحكم في الذات بشكل أفضل.
- تعلم كيفية التعامل مع التوتر: يجب الإبتعاد عن الأمور التي تسبب التوتر، وتعلم كيفية التعامل معها بشكل صحيح.
- تناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الهامة للجسم.
- تجنب العادات الخاطئة التي تضر بالصحة الجسم مثل السهر وعدم الحصول على قسط جيد من النوم يومياً.
- الجلوس مع أشخاص ايجابيين والحصول على الدعم من المقربين، فهي من أهم طرق علاج ثنائي القطب.
- قيام المصاب بالتعبير عن مشاعره، سواء مع الأشخاص الأقرب إليه أو عن طريق تدوينها باستمرار.