أزمة صحية صامتة تواجه سكان الإمارات!

أزمة صحية صامتة تواجه سكان الإمارات!

يواجه سكان الإمارات العربية المتحدة أزمة صحية صامتة، حيث كشفت الأبحاث التي أجراها مركز جلوكير المتكامل للسكري أن حوالي 15 في المائة من الأشخاص في الإمارات مصابون بمقدمات السكري. وغالبًا ما يكون سبب هذا المرض هو خيارات نمط الحياة، وهو أكثر انتشارًا بين المواطنين الإماراتيين، حيث أن حوالي 19 في المائة من الإماراتيين و 15 في المائة من المغتربين مصابون بهذه الحالة.

يمكن أن تسبب مقدمات السكري والتي يطلق عليها "القنبلة الموقوتة" مشاكل صحية خطيرة وطويلة المدى للمرضى، حيث تكون أعراضها بسيطة جدًّا في البداية حتى تصبح في مرحلة متقدمة. وتحدث مقدمات السكري بسبب عدم استجابة الجسم بالطريقة الطبيعية للأنسولين الذي ينتجه البنكرياس، والذي يعد هرمون طبيعي يسمح بدخول السكر في الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة. 

وعادة ما تصيب مقدمات السكري الأشخاص الذين لديهم بالفعل بعض المقاومة للأنسولين أو الذين لا تنتج خلاياهم ما يكفي من الأنسولين للحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن المعدلالطبيعي. ففي نهاية المطاف، بدون كمية كافية من الأنسولين، يبقى الجلوكوز الإضافي في مجرى الدم والذي يمكن أنيؤدي إلى الإصابة بمرض السكري النوع 2 عبر الوقت. 

ومع عدم وجود أعراض واضحة في المراحل المبكرة، يمكن أن تمر سنوات دون اكتشاف مقدمات السكري، والتي تؤثر علىحوالي 1.2 مليون شخص في الإمارات. وأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا، ويعانون من زيادة الوزن، ولديهم قريبمصاب بالسكري النوع 2، ولديهم تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم، والذين يمارسون الرياضة أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، هم الأكثر عرضة للخطر ويجب فحصهم وفقًا لإرشادات دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي بعض الحالات، لا يتم اكتشاف المرض وآثاره طويلة المدى إلا عندما يحتاج المرضى إلى عناية طبية عاجلة. 

ويحذر خبراء الصحة في مركز جلوكير المتكامل للسكري من أن مقدماتالسكري غالبًا ما تتطور إلى مرض السكري النوع 2 لدى المرضى ويكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في حال لم يتم علاجهم.

وقد صرّح إحسان المرزوقي، الشريك المؤسس والعضو المنتدب في جلوكير: "تشهد مقدمات السكري تزايدًا في المنطقة،وعدد الأشخاص المتأثرين بها ينذر بالخطر. وتعد مقدمات السكري حالة قابلة للعكس، على خلاف مرض السكري النوع 2 حيث يمكن فقط التخفيف منه، لذا فإن العلاج المبكر لهذه الحالة هو أمر بالغ الأهمية. هناك طريقتان للفحص، الطريقةالأولى هي إجراء تقييم غير رسمي لعوامل الخطر، وعادة ما يكون ذلك أفضل للبالغين الذين لا تظهر عليهم أعراض،والطريقة الثانية هي إجراء فحص للدم. إن سر عكس مقدمات السكري يتمحور في الحقيقة حول التثقيف بشأن خياراتنمط الحياة المطلوبة وزيادة الوعي حول كيفية تأثير الأطعمة التي نتناولها ومستويات النشاط البدني على صحتنا."

الكاتب: سامي علي
المزيد