السياحة العلاجية وِأشهر وأهم وجهاتها في البلدان العربية
تعتبر السياحة العلاجية أحد أهم أنواع السياحة عالميًا، خاصة بعدما بلغت حجم عائداتها عالميًا حوالي 115 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل العائدات بحلول عام 2032 إلى 346 مليار دولار أمريكي بمعدل نمو مركب بـ 11.59% سنويًا في الفترة من 2023-2032
لذلك تعد السياحة العلاجية، وهي السفر بهدف العلاج، أو الاستجمام الطبي في المستشفيات والمنتجعات الطبية والصحية في بقاع العالم، وفي هذا السياق تتقدم دول المنطقة العربية في تقديم الخدمات الطبية خاصةً البلدان التي تتمتع بآثار طبيعية وآبار وعيوم مياه كبرتية ورمال تدعم تلك الطبيعة أهداف السياحة العلاجية
وتقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية « OECD »، أن هناك ما يقارب 50 مليون مسافر حول العالم سنويًا لتلقي خدمات السياحة العلاجية في الخارج.
يتنافس العديد من الاقتصادات العالمية على الظفر بأكبر حجم من العائدات من هذا السوق العملاق، ولعل تايلاند تعد الوجهة الأولة عالميًا في السياحة العلاجية، وتحتل تركيا في المرتبة الثانية عالميًا والتي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على قطاع السياحة ولكن حجم السياحة العلاجية في تركيا يمثل 32% من السياح الذين قدموا بغرض العلاج وعلى رأس القائمة زراعة الشعر.
وتحتل كلا من الهند وسنغافورة مكانة مميزة من بين الدول التي تستقطب السياحة العلاجية، على مستوى الخدمات المقدمة تقنيات العلاج المتوافرة والأسعار بشكل خاص، والهند على وجه الخصوص بأت في استثمار الفكرة بشكل أكبر، إذ بدأت في تقديم تأشيرات خاصة بالسياحة العلاجية وتسمح للمرضى بمزايا عديدة منها البقاء في فيها لمدة تصل إلى شهرين، مع إمكانية الحضور مع مرافق خاص، وهو ما شجع الكثير من العلائلات في الدول المجاوة للهند تفضيلها على باقي الدول التي تقدم نفس الخدمات العلاجية
السياحة العلاجية.. ما بين أفضل خدمات طبية وأقل تكلفة علاجية
وفقًا لما أوردته منظمة الصحة العالمية، من أسباب لجوء المرضى للسياحة العلاجية تتمثل في الآتي:-
- الاستفادة من التكنولوجيا المتقديمة والمستخدمة في العلاجات المختلفة بمعدل يمثل 40% من الأسباب.
- نسبة 32% يرغبون في تلقى خدمات صحية بشكل أفضل عن التي في بلدانهم.
- نسبة 15% تذهب لسرعة إجراء العمليات الطبية.
- نسبة 13% تذهب لأسباب اقتصادية أو لمن يرغبون في تلقى خدمات طبية أفضل وبتكلفة اقتصادية أقل.
وفي نفس السياق، كشفت منظمة «مرضى بلا حدود» في تقريرًا منفصلًا عن أن النسبة الأكبر والتي تمثل 70% من المسافرين بهدف السياحة العلاجية لا يحظون بتأمين صحي في بلادهم بالأساس، ولا يستطيعيون تحمل عبء النفقات المادية للعلاج، فضلا عن أن التأمين الصحي لا يشمل غالبًا علاجات كـ(جراحات التجميل، أو عمليات تأخر الإنجاب)
العيون الحارة ورمال السعودية تضعها في مراكز متقدمة على خريطة السياحة العلاجية
يوجد الكثير من العيون الحارة في السعودية والمنتشرة في مناطق متفرقة من المملكة والتي تجلعها تتمتع بمركز متقدم في السياحة العلاجية، ولعل أبرز ما يميز السعودية في خدمة العلاج السياحي هو اعتمادها على المصادر الطبيعية والتي تعد مهمتها الأولى التخلص من الآم الأمراض المزمنة، وذلك عن طريق المياه المعدنية الحارة والمياة الكبرتية مع أشعة الشمس والرمال والتي بدورها تساعد في علاج الأمراض الجلدية.
الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية، حققت تطورًا ملحوظًا في مجال الرعاية الطبية بشكل عام وقدمت إنجازًا علة مستوى عمليات زراعة الأعضاء والتي أثبتت جدراتها في هذا المجال.
وزارتي الصحة والسياحة يعملان على إنعاش الإمارات اقتصادية عبر السياحة العلاجية
دبي دائمًا في المُقدمة، ثم تحل أبو ظبي ثانيًا في استقطاب سياحًا من أوروبا، وأمريكا، وروسيا ومن إفريقيسا وجنوب آسياـ لزيادة عائدات السياحة العلاجية والتي قُدرت بـ630 مليون يورو في عام 2020 في دبي، وتستهدف الإمارات الاستمرار على نمو ثابت بمعدل زيادة سنوية بنسبة 13%.
وأشارت تقارير عن برتوكول تم إصداره عن وزارتي الصحة والسياحة بالإمارات العربية المتحدة، لتقديم باقات علاجية مناسبة لكل الفئات من السياح وتشمل كل بنود الرحلة العلاجية من الفنادق والمستشفيات وتقديم استشارات للعيادات وهذا ما يمنح الإمارات تقدمًا ملحوظًا في دعم السياحة العلاجية للنشاط الإقتصادي
مصر في مقدمة الدولة العربية بفضل تطور مجالات الرعاية الصحية ومواقعها السياحية العلاجية
تمتلك مصر حوالي ستة عشر موقعًا سياحيًا وساحليًا، يقدم خدمة السياحة العلاج ويقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال يقصد السياح، البحر الأحمر من أجل العلاج من أمراض جلدية مثل الصدفية، ومواقع أخر مثل حلوان، وعين الصيرة، والعين السخنة، والغردقة، والفيوم، وواحة سيوة، وأسوان، وسيناء، وسفاجا بهدف الاستشفاء من أمراض عديدة.
يستهدف المسافرين بغرض السياحة العلاجية مصر بشكل خاص بسبب انخفاض التكلفة العلاجية فيها، وأبز ما يقصده السياحفي مصر خدمات جراحات التجميل، تجميل الأسنان، وجراحات القلب والعيون، وفضلا عن إمكانية توفير السائح لأكثر من 60% من ميزانته بالعلاج في مصر، فضلا عن تمتعه بمواقع سياحية من الطراز الرفيع.
الأردن على أعتاب نشاط اقتصادي بسبب البحر الميت
البحر الميت بدايةً يعتبر أكثر بقعة منخفضة على وجه الأرض، واكثر البحار ملوحة، وتعادل ملوحتى عشرة أضعاف التي في البحار الأخرىـ وسمي بالبحر الميت لإنعدام الحياة فيه فلا يمكن لأسماك أو نباتات بحرية أن تعيس في مثل هذه البيئة المالحة.
ورغم كل ما ذكر، إلا أن أملاح البحر الميت تساعد في علاج الكثير من الامراض مثل التهاب المفاصل والروماتيزم، وعلاج بعض الامراض الجلدية مثل الاكزيما، تقليل مستوى الإجهاد، كما تنمو على ضفافه نباتات تدخل في تصنيع المواد التجميلية
وعلى الجانب الآخر، يقصده السياح لأهداف دينية بجانب العلاجية أيضًا، إذا يقع بالقرب منه مغطس السيد المسيح، ويعد مناخ الأردن الجديدة ودرجة حراراتها من أسباب استهداف المرضى لها من أجل العلاج، ولكنها تراجعت في الآونة الأخيرة بسبب تطور هذا النشاط في الدول المجاورة.
لبنان وحكايات جراحات التجميل الأولى
ترتكز السياحة العلاجية في لبنان بنسبة تتخطى الـ70% على جراحات التجميل في المقام الأول، حيث أن أغلب بلدان العالم لا يغطي فيها التأمين الصحي نفقات لخدمات علاجية كجراحات التجميل وتجميل الأسنان، ولهذا يلجأ الكثيرة لدول مثل لبنان. وتحاول لبنان استغلال كل هذا الزخم بجذب السياح عبر التسهيل في الإجراءات الخاصة بالسياحة العلاجية