رمضان في زمن كورونا.. أيهما أقسى رمضان الماضي أم الحالي؟

رمضان في زمن كورونا.. أيهما أقسى رمضان الماضي أم الحالي؟

يأتي رمضان للعام الثاني على التوالي في ظل جائحة كورونا التي اثرت على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ولعل رمضان لهذا العام هو الأكثر قسوة، إذ أن رمضان الماضي جاء بعد أشهر قليلة من تفشي الجائحة في العالم، في حين يأتي رمضان هذا العام، وقد عصفت الجائحة بكل العالم في كل اتجاه، عبر موجات متتالية من التفشي، كانت لها تداعياتها على كل المجتمعات.

فقدان الأحبه

ويحل رمضان هذا العام، وقد فقدت العديد من الأسر، في الدول الإسلامية أحبة لها بسبب الوباء، كما يحل في ظل معاناة متفاقمة داخل الأسر، لتدبير متطلبات الحياة، بعد أن فقد كثيرون وظائفهم بسبب الجائحة، وفي ظل حالة كساد تعاني منها معظم الاقتصادات في العديد من الدول الإسلامية.

وامتدادا لأجواء رمضان الماضي، فإن تداعيات كورونا، تبدو ماثلة أيضا وبصورة أقوى هذا العام في حياة الناس الناس الاجتماعية، ويعرف شهر رمضان المبارك في العديد من الدول الإسلامية، بأنه شهر الولائم العائلية، وتجمعات الأهل والأقارب، وكذلك الشهر الذي يتجمع فيه المسلمون بأعداد كبيرة، لأداء صلاة التراويح ليلا، وكلها عادات وطقوس يبدو أنها لن تجد لها نصيبا هذا العام أيضا.

وقد حرصت منظمة الصحة العالمية، على تنبيه المسلمين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، في ظل استمرار مخاطر انتشار الفيروس، وضمن إرشادات أصدرتها تتعلق بالممارسات الرمضانية، أكدت المنظمة على ضرورة الأخذ بتدابير التباعد البدني، الواجب اتباعها أثناء الصلاة، والإفطار الجماعي، والعُمرة، وغيرها من الفعاليات الاجتماعية أو الدينية.

معاناة لتدبير المعيشة

على الجانب الآخر تبدو معظم الأسر المسلمة، وفي العديد من الدول في وضع لاتحسد عليه بفعل تداعيات الجائحة الاقتصادية عليها، بفعل فقدان كثيرين لوظائفهم، ويمثل التأثير السلبي على الأنشطة الخيرية، والتي كانت سمة مميزة لشهر رمضان، أكبر تأثير فقد أظهرت تقديرات، تراجع إسهامات الأثرياء ورجال الأعمال في الأنشطة الخيرية الرمضانية، هذا العام بفعل تأثر أنشطتهم وأعمالهم.


وقد أدت تداعيات كورونا، إلى تأثيرات سلبية بصورة كبيرة، على موائد إطعام الفقراء في مصر، والتي تعرف باسم "موائد الرحمن"، وهي التي عرفت على مدار تاريخ طويل، كعلامة بارزة للشهر الكريم في البلاد، إذ تشير تقديرات إلى أن عدد تلك الموائد في مصر، كان يصل في شهر رمضان إلى 40 ألف مائدة، وأنها كانت تطعم ما يصل إلى أربعة ملايين من الفقراء كل يوم.

ومنذ العام الماضي، وفي ظل الإجراءات التي اتخذت لمحاربة تفشي وباء كورونا، فإن السلطات المصرية حظرت إقامة تلك الموائد، التي كان يتجمع المحتاجون في بعضها بأعداد تصل إلى الآلاف، على الجانب الآخر فإن أحوال الموسرين، الذين كانوا يقيمون تلك الموائد لاتبدو بخير، في ظل تأثر أعمالهم وتجاراتهم بانتشار الجائحة.

مبادرات رمضانية

وفي ظل القيود التي فرضتها الجائحة، فإن هيئات خيرية وبنوك طعام في مصر والعديد من الدول العربية، نشطت منذ رمضان الماضي في العمل على بدائل لتوفير الطعام للمحتاجين، وقد أعلن بنك الطعام المصري عن خطته لإطعام ملايين الفقراء، خلال رمضان الحالي، عبر توزيع كرتونات من المواد الغذائية على الأسر المحتاجة، يتم إيصالها لمنازلهم ووفقا.

ووفقا لبنك الطعام المصري، فإن البنك يسعى إلى توزيع نحو 600 ألف كرتونة مواد غذائية جافة خلال شهر رمضان الحالي، بجانب توزيع نحو خمسة ملايين وجبة ساخنة.

وفي دبي أعلنت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، والشبكة الإقليمية لبنوك الطعام وبرنامج الغذاء العالمي، والمؤسسات الخيرية والإنسانية داخل دولة الإمارات العربية، عن تنظيم حملة "100 مليون وجبة" والتي وصفت بأنها الأكبر من نوعها في المنطقة لإطعام الطعام في شهر رمضان المبارك وتغطي 20 دولة، من باكستان وحتى غانا، وفي القلب منها العالم العربي.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد