ثمة علاقة وثيقة بين مستوى اللياقة البدنية للرجال وخطر الإصابة بالسرطان، وتشير دراسة حديثة إلى أن مستويات اللياقة البدنية المرتفعة لدى الرجال تلعب دورا أيضا في زيادة فرص الشفاء من السرطان إذا ما حدثت الإصابة به.
وقال الباحثون في جامعة فيرمونت الأميركية، أن التحسن البسيط في مستوى اللياقة البدنية يمكن أن يساعد في خفض الإصابة بالسرطان.
ومن المعروف حاليا أن الحفاظ على النشاط البدني وتناول الطعام الصحي والنظام الغذائي المتوازن عوامل هامة في الحد من خطر تطور الأورام السرطانية والأمراض الأخرى، لكن من الضروري الانتباه إلى أن ممارسة الأنشطة الرياضية مرة في الأسبوع ليس كاف لبلوغ اللياقة البدنية المطلوبة، ومن الممكن على سبيل المثال القيام ببعض التمارين المعتدلة التي تمارس ضمن نشاطات الحياة اليومية بحسب ما أكدت دراسة هولندية نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”.
وخلصت أبحاث علمية حديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين اللياقة البدنية الجيدة، التي يتمتع بها الرجال في نهاية الأربعينات من العمر، وانخفاض معدات الإصابة بسرطان الرئة والقولون مقارنة مع غيرهم من الرجال.
ويشترك 14 عاملا مرتبطا بنمط الحياة في المسؤولية عن 134 ألف حالة إصابة بالسرطان في بريطانيا، منها 100 ألف حالة ترتبط بالنظام الغذائي والتدخين والكحول وزيادة الوزن.
وترتبط حالة من كل 25 حالة بطبيعة عمل الشخص، من حيث التعرض للكيمياويات والأسبست مثلا.
ويرتبط التدخين بإمكانية الإصابة بسرطان الرئة، بينما يرتبط نصف حالات الإصابة بسرطان المريء بقلة استهلاك الخضار والفواكه، فيما يعود خمس مصدر الخطر إلى استهلاك الكحول، حسبما تؤكده الدراسات العلمية.
وبالنسبة إلى سرطان المعدة يعود خمس الخطر إلى وجود نسبة عالية من الملح في الطعام.
وترجع أنواع محددة من السرطان كسرطان الحلق والفم إلى نمط الحياة بشكل كامل، أما سرطان المثانة والمرارة مثلا فغير مرتبط بنمط الحياة.
ويحذر الباحثون من الدور الرئيسي الذي يلعبه نمط الحياة غير الصحي الذي يعيشه الرجال في جعلهم أكثر بنسبة حوالي 70 في المئة عرضة للموت بسبب السرطان. ويعزو الباحثون إمكانية النجاة من السرطان إلى مستويات اللياقة البدنية المرتفعة لدى الرجال، التي قد تلعب دورا في الحد من خطر الإصابة بالسرطان وأيضا في زيادة فرص الشفاء من السرطان إذا ما حدثت الإصابة به، والمساعدة على وقف انتشار الأورام.