إنّها عجائب الزّمن الحديث، ففي وقتٍ قصيرٍ جدّاً نسبيّاً تحوّلت الهواتف الخليويّة من أجهزة تواصل لاسلكيّة إلى حواسيب صغيرة ونقّالة بإمكانها تنفيذ عمليّات كان من المعتقد أن تكون مستحيلة في الماضي القريب. لقد تطوّرت أجهزة الهاتف وقد أصبح التّخابر جزءًا شبه ثانويّ منها خصوصاً بعد إضافة خاصيّة الإتّصال بالشّبكة العنكبوتيّة (Internet) إذ أصبح بإمكان المُستخدم إنهاء عمليّاته المصرفيّة، إجراء بحث أو حتّى معرفة آخر الأخبار من خلال كبسة زرّ فقط.
تختلف هذه الأجهزة من خلال خصائصها ومميّزاتها وبعض الشّركات تتفوّق على منافسيها بسبب تطوّر هواتفها لكن هذا لا يمنع المُستخدم من مواجهة صعوبات أو مشاكل تمنعه من تنفيذ عمليّاته التي أصبحت في عالمنا الحاضر يوميّة وضروريّة.
هواتف الآيفون (Iphone)
يُعتبر هذا الهاتف الذّكي، وهو من تطوير وتسويق شركة آبل (Apple)، من الإختراعات الثّوريّة في هذا المجال إذ منذ إصداره في عام ٢٠٠٧ أضاف هذا الهاتف خاصيّات لم تكن موجودة. يُصنع هذا الجهاز من قِبَل شركتيّ فوكسكون (Foxconn) و بغترون (Pegatron) اللّتان أنتجتان حتّى الآن ما يُوازي ١٥ هاتف لشركة آبل آخرها الآيفون ٧. ينفرد هذا الجهاز بنظام تشغيل لا يمتلكه أيّ هاتف آخر وهو جهاز الآي أو إس (iOS) الذي يوفّر خصائص حصريّة للشّركة مثل تطبيق فايس تايم (FaceTime) وقد أثبت الآيفون نجاحه مع مبيعات تخطّت المليار جهاز حتّى الآن. نتوقّع في عام ٢٠١٧ إصدار جديد لهذه الشّركة مثلما اعتدنا في كل سنة لكن ومع مناسبة العيد العاشر للهاتف سوف نشهد لا فقط على الآيفون ٧س (Iphone
أجهزة السّامسونج الخليويّة (Samsung Phones)
يُطلق على هذه الأجهزة إسم سامسونج غالاكسي (SAMSUNG Galaxy) وهي هواتف ذكيّة من صُنع شركة سامسونج للأدوات الكهربائيّة (Samsung Electronics) وانطلقت في الأسواق في عام ٢٠٠٩ أي بعد سنتين من عدوّها اللّدود الآيفون. أطلقت هذه الشّركة ما يُقارب ٣٥ هاتفاً أهمّها الغالاكسي س٨ (Galaxy S8) الذي كان برهاناً على تفوّق السّامسونج من خلال إضافة خصائص لا يُمكن للمستخدم إيجادها في هواتف الآيفون كما كانت السّباقة في ضمّ جهاز ألفي آر (VR) سنة ٢٠١٦ لأجهزتها الخليويّة.
من أكبر الفروقات بين هاتين الشّركتين هو إستعمال هواتف السّامسونج لنظام تشغيل الأندرويد (Android) التّابع لشركة جوجل (Google) والذي نجده في أجهزة أخرى مثل هواتف السّوني (Sony) أو أل جي (LG)، كما أضافت سامسونج في عام ٢٠١٦ نظام تشغيل الويندوز (Windows) الخاصّ بشركة مايكروسوفت (Microsoft) إلى إحدى لوائحها الذكيّة.
أهم الهواتف الأخرى: هواوي (Huawei) وأل جي
إلى جانب آبل وسامسونج تتنافس شركات أخرى في هذا المجال ونذكر هنا إثنين منها:
هواوي
وهي شركة صينيّة تأسّست منذ عام ١٩٨٧ لكن لم تظهر على المستوى العالمي حتّى سنة ٢٠١٢ إذ تخطّت شركة إريكسون (Ericsson) لتصبح أكبر منتج لأجهزة التّواصل في العالم كما انتشرت منذ ذلك الحين في أكثر من ١٤٠ بلد محقّقةً في عام ٢٠١٤ أرباحاً هائلة تجاوزت ٥ مليار دولار. تتميّز هذه الشّركة بهواتف ذكيّة تفوّقت على أهم الشّركات في بعض الخصائص وتمكّنت من إنتاج أجهزة يُعتمد عليها و أصبحت الآن منافساً حقيقيّاً على ساحة الأجهزة الخليويّة مع أكثر من ٤٠ إصدار آخرها هونر ٩ (Honor 9) الذي أُطلق في حزيران من العام ٢٠١٧.
أل جي
على الرّغم من تأسيسها في عام ١٩٥٨، لم تدخل هذه الشّركة الكوريّة الجنوبيّة الأصل مجال صناعة الهواتف الذّكيّة حتّى سنة ٢٠٠٩. دخلت هذه الشّركة من الباب العريض مدعومةً بأرباحها الهائلة التي وصلت حتّى ٥٦ مليار دولار في ٢٠١٤ و الجزء الأكبر منها أساسه المعدّات الإلكترونيّة مثل البرّادات والتّليفزيونات. أمّا على صعيد الهواتف، ففي السّنوات الأخيرة تَلقى أجهزة أل جي مبيعاً متزايداً يبقيها على مستوى قريب جداً من منافسيها خاصّةً مع آخر هاتف وهو في٢٠ (LG V20).
أكثر المشاكل إنتشاراً في الهواتف الخليويّة
يواجه الشّخص مشاكل مُتعدّدة حتّى مع أجدد الأجهزة وأكثر الهواتف تطوّراً والبعض من هذه الحالات منتشرة أكثر من غيرها ومن الممكن أن تكون بسيطة كما يمكن أن تكون إنذاراً بأن الهاتف أصبح قديماً. تتوزّع هذه المسائل بين مشاكل على مستوى الآداء أو على مستوى الإستعمال.
إرتفاع درجة الحرارة (Overheating)
ما يقارب ٥٠% من المستخدمين يعانون من هذه المشكلة وتتعدّد أسبابها إذ يُصاب الهاتف بالإحماء الزّائد إذا تعرّض لأشعّة الشّمس على وقتٍ طويلٍ كما على المستخدم تخفيض مستوى إشراق الشّاشة (Brightness) من وقتٍ إلى آخر والتّأكّد من إغلاق التّطبيقات التي لا يستعملها حاليّاً فهذه الأخيرة تُتعب المُعالج من دون الإستفادة منها.
أندرويد (Android) مقابل الآي-أو-إس (iOS): صراع الجبابرة
مساحة غير كافية
وهي مشكلة يعاني منها الشّباب خصوصاً بسبب وفرة الصّور والفيديوهات الموجودة على هواتفهم. الطّريقة الوحيدة لمعالجة هذه المشكلة هي التّأكّد من حجم الذّاكرة التي المستخدم بحاجة إليها كما أن العديد من الهواتف تتمتّع بخاصيّة إضافة شريحة ذاكرة ما يُعطي الشّخص مساحة أكبر.
التّعطّل المفاجئ و المعالج البطيء
بعد سنين من الإستعمال يتعب الجهاز الخليوي ولهذا السّبب يواجه المستخدم مشكلة بطء المعالجة ويمكن أن تتطوّر لإطفاء وتعطّل مفاجئ. على الشّخص في هذه المرحلة أن يفكر بشراء هاتفٍ جديدٍ أو على الأقل إعادة برمجة الجهاز أو ما يُعرف بالفرمتة (Format). الحلّ الثّاني هدفه فقط كسب بعض الوقت قبل الحصول على جهاز جديد إذ يُعتبر الهاتف بعد إعادة البرمجة ضعيف جدّاً ومن الممكن أن يتعطّل في أيّ وقت.
تحميل أغاني على الهاتف
على الرّغم من أنّها مشكلة على مستوى الإستعمال لا الآداء، لكن العديد من المستخدمين يعانون منها. على التّقريب، كل الهواتف تتّصل بجهاز الكمبيوتر ويتمكّن الشّخص من نسخ ما يريده على الخليوي لكن تَصعب هذه العمليّة مع هواتف آبل خاصّةً وتكون الحلول عادةً من خلال تحميل تطبيقات خاصّة بتنزيل الأغاني أو إستخدام برنامج آي تيونز (iTunes) لنقل ما نريده من الكمبيوتر إلى الهاتف.
أقوى الإضافات للهواتف الحديثة
ألفي-آر
هي من أحدث الإضافات في عالم الألعاب الإلكترونيّة وقد وصلت في عام ٢٠١٦ إلى الهواتف المحمولة مع تطبيقات خاصّة بها. ما تزال هذه الخاصيّة محدودة الإنتشار فمن الصّعب التّمتع بها إلّا على هواتف سامسونج الجديدة مثل غالاكسي س٧ (Galaxy S7) و غالاكسي س٨ (Galaxy S8). ومن الطّبيعي أن تبقى محصورة في هذه الهواتف إذ شركة جوجل هي الوحيدة حتّى الآن التي أنتجت هذا الجهاز للهاتف.
السّاعات الذّكيّة: موضة المستقبل
السّاعات الذّكيّة
وهي ساعات مُبرمجة هدفها أكبر بكثير من تحديد الوقت فقط. بدأت بوظائف محدودة مثل ممارسة عمليّات حسابيّة بسيطة أو ترجمة لكن منذ العام ٢٠١٠ تطوّرت بشكل كبير وتُعتبر الآن كمبيوتر يوضع على المعصم فبإمكانها تشغيل التّطبيقات الموجودة على الهاتف، إجراء وتلقّي مخابرات وحتّى الإستماع إلى الموسيقى من خلالها. ما زالت هذه الإضافة تتطوّر ومن يعلم، من المُمكن جدّاً في المستقبل القريب أن تصبح هذه السّاعات كل ما نحتاجه للتّواصل وإتمام عمليّاتنا ما يُقلّل الطّلب على الهواتف.