تحولت الاجهزة الذكية إلى عنصر رئيسي في حياتنا اليومية على أكثر من صعيد. فنراها حاضرة بقوة في مُختلف نشاطاتنا اليومية سواء على الصعيد الشخصي أو المهني. ومع ازدياد انتشار الاجهزة الذكية وأهميتها باتت هذه الأجهزة من خلال ميزاتها الإستثنائية والثورية في كثير من الأحيان قادرة على الحلول مكان العديد من الوظائف العقلية.
ومع تطرّق العديد من الدراسات إلى موضوع تأثير الأجهزة الذكية على الدماغ، استنتجت بعض هذه الدراسات أنّ الأجهزة الذكية والهواتف الذكية لا تُساعد الأداء العقلي للإنسان، بل تؤذيه وتؤثر سلبيًا على عددٍ من الوظائف العقلية التي يقوم بها الدماغ.
الرابط بين الأجهزة الذكية والدماغ
تعرف على آخر الدراسات والاحصاءت حول الرابط بين كثرة إستخدام الأجهزة الذكية وتأثيرها على دماغ الإنسان .
بات الإستخدام المُفرط لمختلف أنواع الأجهزة الذكية من الأمور المُقلقة التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مستخدمي هذه الأجهزة الذكية. ومن أجل فهم عمق هذه المشكلة من الضروري التطرّق إلى بعض الدراسات التي تناولت هذا الموضوع.
نبدأ إذًا بدراسة سويسرية نُشرت في عام 2014، وأكدت وجود ارتباط مُعين بين الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية وتغيير بعض مناطق أو أجزاء المخ. فاستعمال هذه الأجهزة الذكية يُساهم في التأثير سلبيًا على أجزاء الدماغ المُرتبطة بأصابع الإبهام، السبابة والوسطى في قشرة المخ. وعمد باحثو هذه الدراسة إلى فهم وتفكيك مدى قدرة الإفراط في استعمال شاشات اللمس التابعة للأجهزة الذكية في التأثير على جزء مُعين من مخ الإنسان. واعتمدت هذه الدراسة على تعامل عدد من الأشخاص مع الأجهزة الذكية من جهة ومقارنتها بعددٍ من مستخدمي الهواتف المحمولة القديمة من الجهة الأخرى.
لا تتوقف آثار الأجهزة الذكية على الدماغ عند هذا الحد بل أظهرت دراسة جديدة أُجريت فيMcCombs School of Business بجامعة تكساس في أوستن تراجع القدرة المعرفية عند الإنسان عند تواجد الهاتف الذكي بين يديه أو بالقرب منه، حتّى عندما يكون الجهاز مطفأ. هذه الدراسة تؤكد مدى قدرة الأجهزة الذكية بغض النظر عن حالتها ووجودها بالقرب من الشخص على جعل أي إنسان يفقد تركيزه ما يؤثر سلبيًا على أداء المهام.
كما يُشير العديد من الخبراء بحسب دراسات مُتعددة إلى أنّ الإستخدام الزائد للاجهزة الذكية يؤدي إلى مشاكل في النوم والكسل في العقل والتفكير عبر الإعتماد الكُلي على هذه الأجهزة الذكية على مُختلف الأصعدة... ما يُضعف الذاكرة بشكل كبير والقدرة على التعلّم واكتساب معلومات جديدة.
ولا ننسى أيضًا تأثير الأجهزة الذكية على عملية التفاعل الإجتماعي للأفراد مع الآخرين عبر تشتيت الإنتباه والتأثير سلبيًا على مزاجهم... ما يشجعهم على العزلة.
السّاعات الذّكيّة: موضة المستقبل
تؤكد نتائج هذه الدراسات خطورة الإستخدام المُفرط للأجهزة الذكية الذي وصل إلى مرحلة الإدمان في كثير من الأحيان. وتُظهر نتائج إحصاءات نسبة مستخدمي الأجهزة الذكية والهواتف الذكية فداحة وجسامة هذا الموضوع... إذ تعدّت نسبة مستخدمي الأجهزة الذكية والهواتف الذكية أكثر من نصف سكان العالم، وهي نسبة مُقلقة من دون شك.
أخيرًا، ما ذكرناه من تأثيرات الأجهزة الذكية على الدماغ لا يُمثّل سوى لمحة صغيرة عن التأثيرات المُحتملة والمؤكدة علميًا إلى حد ما للأجهزة الذكية. كما يبقى هذا الموضوع من المواضيع التي تتم دراسة تأثيرها دائمًا ويسعى الخبراء إلى تطوير نتائجها باستمرار... مع العلم بأنّ الصحة الجسدية تكون في خطر أيضًا على أكثر من صعيد عند الإفراط في استخدام هذه الأجهزة.
إذًا في ظل الآثار السلبية هذه ووجود العديد من الآثار الإيجابية للأجهزة الذكية أيضًا من المهم التخفيف من استخدام هذه الأجهزة بكل الطرق المُتاحة.