اكتشف فريق من معهد جلادستون وجامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، تقنية اختبار قائم على أداة التعديل الجينى ”كريسبر“ للكشف عن فيروس كورونا المستجد، الذي يستخدم كاميرا الهاتف الذكي لتقديم نتائج دقيقة في أقل من 30 دقيقة.
وتقول ميلاني أوت، مديرة معهد جلادستون لعلم الفيروسات ”لقد كانت مهمة ملحة للمجتمع العلمي ليس فقط زيادة الاختبارات، ولكن -أيضا- لتوفير خيارات اختبار جديدة“.
وأضافت ميلاني ”يهدف الفحص الجديد الذي طورناه إلى أن يوفر اختبارا سريعا ومنخفض التكلفة للمساعدة في السيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد.“
وصممت هذه التقنية بالتعاون مع دانييل فليتشر، مهندس بيولوجي بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وكذلك جينيفر دودنا، وهي باحثة أولى في جلادستون، وأستاذة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، ورئيس معهد الجينوم المبتكر ومحقق في معهد هوارد هيوز الطبي، التى فازت أخيرا بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2020 لاكتشافها المشترك أداة التعديل الجينى “ CRISPR-Cas“، وهي التكنولوجيا التي يقوم عليها هذا العمل.
الجدير بالذكر، أن هذا الاختبار التشخيصي الجديد لا يمكن أن يولد نتيجة إيجابية أو سلبية فحسب، بل يقيس -أيضا- الحمل الفيروسي (أو تركيز SARS-CoV-2، الفيروس الذي يسبب COVID-19) في عينة معينة.
ويقول فليتشر ”يمكن أن يساعد قياس الحمل الفيروسي في تحديد ما إذا كانت العدوى تتزايد أو تتناقص.. يمكن أن تساعد مراقبة مسار عدوى المريض أخصائيي الرعاية الصحية على تقدير مرحلة العدوى والتنبؤ، في الوقت الفعلي، بالمدة التي يحتاجها المصاب للتعافي“.
من جانبها، قالت جينيفر دودنا، أن أحد أسباب حماستنا لهذا الاختبار المعتمد على أداة كريسبر هو إمكانية الحصول على نتائج سريعة ودقيقة عند الحاجة، وهذا مفيد بشكل خاص في الأماكن ذات الوصول المحدود للاختبارات، أو عند الحاجة إلى إجراء اختبارات سريعة ومتكررة.
عندما اختبر العلماء جهازهم الجديد باستخدام عينات من المرضى، أكدوا أنه يمكن أن يوفر وقتا سريعا للغاية لنتائج العينات، وفي الواقع، اكتشف الجهاز بدقة مجموعة من العينات الإيجابية في أقل من 5 دقائق، بالنسبة للعينات ذات الحمل الفيروسي المنخفض، يحتاج الجهاز إلى 30 دقيقة لتمييزه عن الاختبار السلبي.
لا يوفر الاختبار الجديد المعتمد على أداة “ CRISPR“ فقط خيارا واعدا للاختبار السريع، ولكن باستخدام الهاتف الذكي وتجنب الحاجة إلى معدات المختبرات الضخمة، فإنه من الممكن أن يصبح قابلا للنقل وفي النهاية يكون متاحا لنقاط الرعاية أو حتى في الاستخدام المنزلي. ويمكن -أيضا- توسيع استخدامه لتشخيص فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى بخلاف SARS-CoV-2.
وفي النهاية، أكد ميلانى اوت، أن لهذا النوع من الاختبارات التشخيصية المعتمدة على الهواتف الذكية دورا مهما في السيطرة على الأوبئة الحالية والمستقبلية.