تغيّر المناخ في الشرق الاوسط: نموذج مصغّر عن التغير العالمي

تغيّر المناخ في الشرق الاوسط: نموذج مصغّر عن التغير العالمي

يكثر في الاعلام اليوم الحديث عن تغيّر المناخ في الشرق الاوسط. لسنا نعيش على كوكب آخر، بل إن التغير المناخي بات واضحاً من حولنا، ويعتبر تلك المشكلة التحدّي الاكبر في القرن الحالي. لو تأملنا قليلاً بالتغيرات من حولنا في الطبيعة والمناخ والتلوث، سنلمس تغير المناخ في الشرق الاوسط.

تغير المناخ في الشرق الاوسط

لن يكون الشرق الاوسط بعيداً عن التغير المناخي العالمي، بل ستشهد دول الشرق الاوسط تغيرات بيئية وزراعية ومائية ستتكشف صورتها في السنوات القليلة المقبلة. لا يعتبر التغير المناخي العالمي مشكل بسيطة، بل إن منظمة الامم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، ترى أن التغير المناخي واحد من أهم التحديات في عصرنا الحالي، لم يتضمن من تعديلات غير مسبوقة على النظم الطبيعية للارض. لذلك تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معرضة بشكل خاص لتأثيرات التغير المناخي ذلك إثر بيئتها الصحراوية. كما انها تواجه تحديات مناخية بارزة من بينها تراجع المعدل السنوي لهطول الامطار، اضافة الى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير. إن غالبية بلاد الشرق الأوسط هي في الأساس بلاد حارّة وشبه صحراويّة، وتشير التقارير إلى تحوّل تدريجي في مناخ هذه المنطقة ليصبح صحراوياً جافاً مع حلول العام 2025.

تأثير تغير المناخ على البيئة

تأثير تغير المناخ على البيئة

إن تأثير تغيّر المناخ على البيئة هو احد أسباب التغير المناخي. تتوقع الدراسات والابحاث، أن عدداً من المدن الخليجية والشرق الاوسط، ستكون اكثر عرضة لتأثير تغير المناخ على البيئة. من بينها مدن ابو ظبي ودبي والدوحة، ستكون تحت الخطر بيئاً في حال ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة. كذلك سترتفع درجة الحرارة بشكل كبير قد تصل الى 60 درجة، ما سيجعل الحياة في المناطق مستحيلة. من انعكاسات تأثير تغير المناخ على البيئة ستتمثل بموجات الحرّ القاسية والفيضانات. لذلك إن ارتفاع التلوث في بعض دول البحر المتوسط، سيؤدي الى ارتفاع منسوب مياه البحر، وخصوصاً في البحر المتوسط، وبالتالي إلى نزوح نحو 3.8 ملايين شخص من سكان دلتا النيل والسواحل إلى المناطق الداخلية. ظاهرة التصحّر وتقلّص الموارد المائية واشتداد الضغوط على الموارد الطبيعية، ستزداد نتيجةً لذلك مخاطر النزوح الجماعي ونشوب النزاعات وعدم الاستقرار. كذلك ستزداد حرائق الغابات وهذا ما شهدناه اخيراً في الحرائق التي تجتاح اوروبا، وكلها على علاقة مباشرة في تأثير تغير المناخ على البيئة. اضافة الى انقراض اصناف من الحيوانات وتهديد الثروة النباتية والحيوانية.

تأثير تغير المناخ على البيئة

اثر التغيرات المناخية على الزراعة

ستنعكس التغيرات المناخية على الزراعة بشكل واضح، وسيشهد ذلك القطاع المهم تأثيرات متفاوتة من دولة إلى اخرى. اثر التغيرات المناخية على الزراعة، سيكون بشكل سلبي على إنتاج المحاصيل في الدول التي تقع على خطوط عرض منخفضة. في المقابل، لن تعرف التغيرات في خطوط العرض الشمالية عما اذا ستكون ايجابية او سلبية. لكن المؤكد ان التغيرات المناخية ستترك أثرها الواضح على المحاصيل الزراعية الاساسية من بينها الذرة والقمح وفول الصويا. بدأت المنظمات العالمية التي تعنى بالحفاظ بالبيئة، ترفع صوتها للتوعية على التغيرات المناخية وأثرها على الزراعة. والمؤكد أن التغيرات المناخية ستنعكس على انتاج المحاصيل، وبدأت الدول تخطط للحد من التغيرات المناخية عبر حملات التوعية على المياه وبناء السدود وكذلك التشجيع على الزراعة الاساسية.

اسباب تغير المناخ

كثيرة هي اسباب تغير المناخ، وقد تحتاج الى مجلّدات كي يتم شرحها. لكن في العموم إن ابرز اسباب تغير المناخ هي الأنشطة البشرية وارتفاع درجة حرارة الارض في الخمسين سنة الفائتة وهذا الامر يتوقف عنده العلماء بشكل كبير. من ابرز الاسباب المؤدية الى تغير المناخ هي الانشطة الصناعية التي قام بها الانسان والتي تعتمد عليها طبيعة الحياة العصرية، وأدت الى رفع مستويات غازات الدفيئة من بينها غاز ثاني اكسيد الكربون والمثيان. مع بداية الثورة الصناعية والتغيرات التي طرأت على الاقتصاد والصناعة، بدأ الانسان بحرق كميات كبيرة من الوقود الاحفوري. الامر الذي ادى الى تراكم غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو، والذي ينتج من عملية الحرق التي تحدث بين الكربون والأكسجين في الهواء. كذلك ان اهم اسباب تغير المناخ هي قطع الاشجار. بما ان الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون، فإن إتلافها يحد أيضاً من قدرة الطبيعة على حماية الغلاف الجوي من الانبعاثات. اضافة الى المعامل والسيارات وتوليد الطاقة التي تعتبر جزءاً من الانبعاثات معظمها من حرق الوقود الأحفوري.

تأثير تغير المناخ على البيئة

تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية

في المصادر الاساسية في الحياة هي المياه. لذلك إن تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية، لن يكون أخف وطأة من انعكاسات التغير المناخي على الزراعة. إن التصحر سيكون في ابهى حلله قريباً. ستختفي أنهار وينابيع وكذلك ستحدث فياضات في مناطق اخرى. كذلك ستتعرض المياه الجوفية لضرر كبير بسبب ارتفاع نسبة الحرارة فوق معدلاتها. كما سيعاني العالم من نقص في المياه الصالحة للشرب بسبب التلوث الكبير الذي اصاب الموارد المائية. هذا ناهيك عن ذوبان اجزاء من القطبين الشمالي والجنوبي، وهذا الامر يظهر جلياً هذه الفترة. وما شهدناه اخيرا في اوروبا من جفاف الانهار والينابيع بشكل كبير، خير دليل على تأثيرات التغيرات المناخية على الموارد المائية.

أعمال>إقتصاد-وأموال

economics-money

الكاتب: Zakia Dirani
المزيد