إنتشرت في السّنوات الأخيرة في عالم الأعمال عبارة "الشّركات النّاشئة" (Startup Companies) وهي تعني المشاريع الصّغيرة التي يُطلقها روّاد الأعمال الحرّة من خلال تطوير نموذج معيَّن يَعرضون فيه خدمة، برنامج أو منتج مبتكر يختلف عن الأغلبيّة المنتشرة في السّوق. تأسيس هذا النّوع من الشّركات يُعد مخاطرة لأنّها من المُمكن أن تفشل في أي لحظة خلال تطوِّرها ما يُعرّض المستثمرين والعاملين على حدّ سواء لخسارة أموالهم و أعمالهم إذاً من المهم أن يضع القَيّمين على هذه الشّركة خطّة مدروسة وشاملة وأن يتأكّدوا من أصالة مُنتجهم. ساهم قطاع التّواصل، وخاصّةً الإنترنت، في تطوير هذه المؤسّسات إذ سمح لها بإستخدم منصّات واسعة تطال كل أنحاء العالم.
تطوّر الشّركات النّاشئة
يمر هذا النّوع من الشّركات بخطوات محدّدة تعكس حال المؤسّسة في السّوق المحليّة والعالميّة وتُقسم هذه الإجراءت إلى ثلاث مراحل أساسيّة:
تكوين الشّركة
هي الخطوة الأولى في عمليّة التّطوّر الطّويلة و تُشكّل هذه المرحلة أساس عمل المؤسّسة من خلال تحديد المهمّة أو الهدف الأوَّلي، تطويره ليُصبح رؤية واضحة و إنشاء إستراتيجيَّة معيَّنة على أساس تلك البصيرة. تتطلّب هذه المرحلة إلتزام هائل من فريق العمل وإيمان بالفكرة التي طرحوها لأن هذه المرحلة هي الأصعب بسبب كثرة المصروف وإنعدام المدخول.
التّأكّد من فعاليّة الشّركة
تدور هذه المرحلة حول التّأكّد من صحّة المنتج أو الخدمة وما مدى أهميَّتها في السّوق المستهدفة لذا من الضّروري أن تمتحن الشّركة برنامجها من خلال إطلاقه إلى العلن و الشّروع إلى جذب العدد الأكبر من المستثمرين والزّبائن.
تطوّر الشّركة
إذا وصلت المؤسّسة إلى هذه المرحلة، ترسّخ منتوجها في السّوق وبدأ ربحها بالتّدفّق مع زيادة عملائها إذاً من البديهي أن يستمر الفريق العامل على الطّريق نفسها بهدف مضاعفة الرّبح وهنا يقرّر معظم المستثمرين إستئناف علاقتهم مع الشّركة أو قطعها .
مكوِّنات الشّركات النّاشئة
ترتكز كل شركة ناشئة على ٣ عناصر أساسيّة تُشكّل محوَر هذه المؤسّسة إذ إن العلاقة الجيّدة والمستمرّة بين تلك الأجزاء تؤمّن تطوّر دائم للفريق بأكمله:
المؤسّس
هو العنصر القاعدي لكل شركة في العالم، من الممكن أن يكون شخصاً وحيداً كما بإمكانه أن يكون فريق كبير. صاحب الفكرة والطّموح، يسعى نحو تحقيق هدفه من خلال تعامله مع مجموعة من المستثمرين ويسعى إلى توظيف أُجراء يساعدونه في تحويل الحلم إلى حقيقة.
المستثمر
لهذا العنصر أنواع عديدة لكن جميعها تساهم بطريقة أو بأخرى، ماديّة كانت أو تقنيّة، في تطوّر الشّركة ويُعد إهتمامها في المؤسّسة إلزامي كي لا تنهار هذه الأخيرة وتختفي من الوجود.
الفريق العامل
هو العنصر الكادح الذي يُسخِّر طاقته وخدماته لخلق الشّركة من العدم إلى جانب طبعاً المؤسّس وفي بعض الحالات ينضم إليهم المستثمر.
أشهر الشّركات النّاشئة
قبل أن تتمركز هذه المؤسّسات بشكلٍ جديّ وتفرض نفسها في السّوق العالميّة، كانت في مرحلة من المراحل شركات ناشئة لكن ومع العمل الدّؤوب وبفضل الأفكار الفريدة من نوعها و العمليّة، تحوَّلت كلّ منها إلى قصّة نجاح رائعة:
سنابشات (SnapChat)
أفضل ما أقدم عليه الفريق المؤسّس لهذا التّطبيق الهاتفي هو رفض طلب إستحواذ من شركة فيسبوك (Facebook) بقيمة ٣ مليارات دولار إذ أصبح السنابشات اليوم من أهم منصّات التّواصل الإجتماعي في العالم.
أوبر (Uber)
تطبيق هاتفي أيضاً هدفه تأمين سيّارات أجرة للمستخدم. تُعتبر هذه المؤسّسة الأقوى في تاريخ الشّركات النّاشئة إذ تمكّنت من كسب ما يفوق ٢.٥ مليار دولار منذ عام ٢٠٠٩.
إيكومز (Ecomz)
من أهم الشّركات النّاشئة في العالم العربي وهي عبارة عن منصّة إلكترونيّة تقدّم لزبائنها خدمة إنشاء متجرهم الإلكتروني الخاصّ حيث يتمكّنون من تطوير أعمالهم عبر الإنترنت.