تقدم موظف بمقاضاة مديرة، لأن وظيفته مملة وجعلته يشعر بالاكتئاب، والغريب أن الموظف حصل على تعويض مالي بقيمة 45000 دولار، في دعوى قضائية تُعد الأولى من نوعها.
وعمل فريدريك ديسنارد مديراً لشركة متخصصة في صناعة العطور الفرنسية، ومقرها باريس، إذ إنه بعد 4 أعوام من عمله تقدم في العام 2016، بدعوى قضائية ضد صاحب الشركة للحصول على تعويض مالي؛ لأن وظيفته كانت مملة للغاية وأصابته بالاكتئاب، وتسببت بإصابته بنوبة صرع، الأمر الذي أجبره على ترك العمل.
وتمكن صاحب الدعوى، من الفوز بالقضية، حيث رأت محكمة الاستئناف في باريس، أن فريدريك ديسنارد البالغ من العمر 48 عاما، عانى من الصبر في العمل وهو يتساوى مع الإنهاك في العمل، وذلك وفقاً لموقع ”أوديتي سينترال“.
وذكر ديسنارد في حديث سابق مع وكالة فرانس، أنه أصيب بالاكتئاب، وخجل من تقاضي راتبه لعدم تكليفه بالمهام طوال عمله، مضيفاً: ”الأسوأ من كل هذا هو إنكار هذه المعاناة“.
وكشف أن شركة صناعة العطور الفرنسية، طلبت منه ألّا يفعل شيئًا على مدار أربع سنوات، سوى مهام وصفها بالوضيعة ومنها إعداد الجهاز اللوحي الجديد للرئيس التنفيذي للشركة، وإرسال سبّاك إلى منزل رئيسه.
وقال ديسنارد في شكواه أمام المحكمة: ”إن الشركة وثقّت في أوراقها أنه كان خارج العمل لعدة أشهر، واستخدمت في وقت لاحق غيابه لفترات طويلة كعذر لفصله في العام 2014“.
من جانبه قال محامي ديسنارد أمام المحكمة: ”إن النقص التام في التحفيز في العمل، ترك الرجل يشعر بالخجل والدمار، وتسبب ذلك بإصابته بنوبة صرع“.
يُذكر أن مصطلح ”الصبر“ لم يكن معترفا به بموجب القانون الفرنسي، عندما رفع دسنارد دعوى قضائية ضد مكان عمله في العام 2014 ، حيث قررت المحكمة الفرنسية، أن الصبر الذي عاني منه كان في الواقع شكلاً من أشكال المضايقات الأخلاقية.
ويُعد هذا الحكم الأول من نوعه في فرنسا، حيث من المرجح أن يتم الاستشهاد به كسابقة في القضايا المستقبلية، ومقاضاة أصحاب العمل بسبب نقص العمل أو الملل.