قريباً.. مهمة فضائية لـ "ناسا" لإنقاذ الأرض

قريباً.. مهمة فضائية لـ "ناسا" لإنقاذ الأرض

تستعد وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) إطلاق تلسكوب راديوي، هو الأول من نوعه، يختص بدراسة الانفجارات الشمسية التي يمكن أن تؤثر سلبا على الأرض ورواد الفضاء.

ويأتي هذا المشروع في إطار سياسة جديدة تتبعها وكالة ناسا لتطوير البحث العلمي الخاص بها مع العمل على خفض النفقات، حيث تتكلف المهمة الجديدة حوالي 62 مليون دولار فقط، وهو رقم صغير مقارنة بمهام ناسا الأخرى والتي تتخطى المليارات في بعض الأحيان.

وسميت المهمة الجديدة، المزمع إطلاقها في يوليو/تموز 2023، بـ"صن رايز"، وهي عبارة عن 6 من الأقمار الصناعية المكعبة الصغيرة (Cubesat)، الواحد منها بحجم خلاط منزلي، تتوزع على ارتفاع حوالي 35 ألف متر من سطح الأرض، يفصل بين كل منها عشرة كيلومترات تقريبا، وتشكل معا تلسكوبا راديويا.

والأقمار الصناعية المكعبة "كيوبسات" هي تقنية حديثة نسبيا تتكون من وحدات مكعبة الشكل بطول ضلع حوالي 10 سنتيمترات فقط للقطعة الواحدة، مع وزن حوالي كيلوغرام إلى 1.5 كيلوغرام.

لاقت تلك التقنية نجاحا واسعا في الفترة الأخيرة، وكانت مجموعة من المبادرات غير الربحية، مثل "بلانيتاري سوسايتي" الأميركية، قد نجحت في استخدامها لأغراض بحثية، وهو ما شجع الناسا على المضي قدما في خططها الخاصة بهذا النوع من الأقمار الصناعية.

وبحسب الفريق البحثي من جامعة ميتشغن، فإن المهمة "صن رايز" تهدف إلى دراسة الجسيمات عالية السرعة القادمة من الانفجارات الشمسية في نطاق تردد منخفض، وهو ما سيساعد -بحسب الفريق البحثي- على حل مشكلة قديمة تتعلق بمصدر تلك الجسيمات على سطح الشمس.

ولفهم الفكرة يمكن أن نبدأ من سطح الشمس، حيث تبلغ درجة الحرارة حوالي 6000 درجة مئوية، ولذلك فإن مادة الشمس تتكون من البلازما وليس الغاز، والبلازما هي أشبه ما يكون بحساء يمزج أنوية الذرات مع الإلكترونات الخاصة بها، لكنهما لا يرتبطان.

لهذا السبب فإن البلازما لها صفات خاصة جدا، تتعلق بقدراتها الواسعة على توصيل الكهرباء، كما أنها تنتج المجالات المغناطيسية وتتفاعل معها بسهولة أكبر، ولذلك فإن البلازما الشمسية في بعض الأحيان تتخذ أشكالا تبدو غريبة، وكأنها حلقات هائلة شديدة الحرارة.

في بعض الأحيان قد تنفجر واحدة من تلك الحلقات الخاصة بالوهج الشمسي مطلقة كما هائلا من الطاقة والمادة إلى الفضاء بسرعات كبيرة جدا، يحدث ذلك في صورة نسميها بـ"انفجار شمسي" (Solar flare)، في بعض الأحيان يكون الانفجار أكثر قوة بفارق شاسع فيسمى بـ"انبعاث كتلي إكليلي" (coronal mass ejection).

 

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد