عُرفَت هذه الظّاهرة في الماضي بأسماء مُختلفة أبرزها حرائق الغابات أو حرائق البراري (WildFire) لكن هذه المصطلحات لا تعكس حقيقة هذا النّوع من الكوارث و لهذا يُطلق عليه اليوم إسم العواصف النّاريّة. هذه التّسمية تُمثّل بطريقة صحيحة قوّة هذه الحوادث لأن هذه الأخيرة تتمتّع بخاصيّات تمتاز بها العواصف المناخيّة الإعتياديّة كالأعاصير مثلاً.
نذكر من هذه الخصائص إستحالة السّيطرة على هذه الحرائق إذا وقعت بالإضافة إلى الدّمار الذي تُلحِقه بالبشر والحجر. تتعدّد أنواع العواصف النّاريّة وتنشأ، إجمالاً، من تلقاء نفسها في الطّبيعة والمناطق الحرجيّة التي تحتوي على كميّة كبيرة من النّبات السّريع الإشتعال ولهذا السّبب تتأخّر فِرق الطّوارئ للتّدخّل ما يُصعِّب مهمّتهم في إخماد النّار.
أسباب العواصف النّاريّة
تنقسم أسباب هذه الحرائق إلى مجموعتَين، الأولى طبيعيّة وتضم ضربات الرّعد التي تُطلق الشّرارة الأولى، إلى جانب البريق الذي يَنتج عن الأحجار المُتدحرجة، الإشتعال التّلقائي والثّورات البركانيّة. أمّا المجموعة الثّانية فهي الحرائق التي يُسبّبها الإنسان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الحريق المُتعمّد، السّجائر المرمية في الطّبيعة، النّار المُهملة بدون رقابة، الشّرارة النّاتجة عن سلك كهربائي مقطوع، و قطع مساحات شاسعة من الأشجار، كما أن الحطب المهجور بين النّبات يُسرّع الحريق ويُساعد على نموِّه.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسباب تختلف بحسب المناطق لأنّها متعلّقة بطبيعة الأرض، نوع التّربة والوضع المناخي العام في هذا الجزء من العالم.
أنواع الحرائق
تَستند الجهات المختصّة إلى معايير معيَّنة تُحدّد من خلالها نوع العاصفة النّاريّة وأبرز هذه المعايير هي طبيعة الأعشاب المُنتشرة، علوِّها عن سطح الأرض، و نسبة الرّطوبة فيها كما أن شكل الأرض يلعب دوراً أساسيّاً في تحديد نسبة ضوء الشّمس التي تُصيب المنطقة ما يُؤثّر على كميّة المياه الموجودة هناك، إذا وجدَت. أنواع الحرائق هي:
الحرائق التّاجيّة (Crown Fires)
هي الأكثر خطورةً خاصّةً إذا طالت المدن والمباني المجاورة. علاوةً على ذلك، من الممكن أن تُعطّل النّيران المُرتفعة حركة الملاحة الجويّة فوق المنطقة المنكوبة.
الحرائق المتوسّطة (Ladder Fires)
تلتهم ألسنة النّار كل النّباتات المتوسّطة والمنخفضة الإرتفاع كما أن الأعشاب التي تتسلّق الأشجار تُساهم في تحويل هذه الشّعلات إلى حرائق تاجيّة.
الحرائق السّطحيّة (Surface Fires)
تجتاح النّار في هذه الحالة الحياة النّباتيّة المنتشرة على المستوى الأرضيّ من الغابة.
الحرائق الأرضيّة (Ground Fires)
يتغذّى هذا النّوع من الجذور الموَزّعة تحت الأرض ومن المواد العضويّة لكن هذا لا يعني أن هذا الصّنف غير مؤذي إذ بإمكان النّار أن تشتعل لأيّام أو أسابيع طويلة من دون أن يرصدها إنسان.
أسوأ العواصف النّاريّة
يَذكر التّاريخ عدّة كوارث سببها العواصف النّاريّة كما شهد العالم حوادث كبيرة في السّنوات الأخيرة، و من أبرزها:
حريق بشتيغو (Peshtigo Fire)
وقع هذا الحريق عام ١٨٧١و ما زال حتّى اليوم يُصنَّف الأقوى في التّاريخ بسبب نتائجه الكارثيّة وأهمّها عدد الضّحايا الغير مؤكّد حتّى الآن لكن من المعروف أن عددهم يتراوح بين ١٥٠٠ و ٢٥٠٠ قتيل.
حريق ١٩١٠ العظيم (Great Fire of 1910)
حصدت هذه الكارثة ٨٠ قتيل أبرزهم رجال إطفاء كما امتدّت النّيران على مسافات هائلة سمحت بتصنيف هذه العاصفة على أنّها الأكبر في تاريخ الولايات المتّحدة الأمريكيّة. هذا الحريق هو السّبب الرّئيسي خلف تطوير قوانين الحماية من العواصف النّاريّة وتحسين وسائل مواجهتها.
حريق كاليفورنيا ٢٠١٧ (Northern California Fires of 2017)
يُعتبر هذا الحريق الأقوى في السّنوات الأخيرة وهو الأقوى في تاريخ هذه الولاية الأمريكيّة إذ دمّر ما يُقارب ٦٠٠٠ مبنى، هَجّر حوالي ١٠٠ ألف شخص وإجتاح مسافة تتخطّى ٨٥ ألف هكتاراً.