بهدف تشجيع المواطنين والمقيمين على أخذ لقاح كورونا للقضاء على الوباء والحد من انتشاره، خصّص صيادون إماراتيون نسبة من حصيلة رحلاتهم البحرية لآخذي لقاح كورونا المستجد، الجرعة الأولى والثانية، دون أي مقابل مادي، بشرط تقديم ما يثبت ذلك.
وخصص هؤلاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي يعرضون عليها يومياً كميات محددة من الأسماك بمختلف أنواعها، مع توفير قنوات تواصل مباشرة مع الفئة المستهدفة.
وأكدوا أنهم ألغوا الربح المادي رغبة منهم في ترسيخ القيمة الحقيقية للمشاركة المجتمعية وترك بصمة إيجابية، وكذلك دعم توجهات الحكومة الهادفة إلى عبور هذه الأزمة بأقل الخسائر.
وقال الصياد مكتوم الحمر من إمارة الشارقة: «تفرغت بعد التقاعد من عملي الحكومي للبحر، إذ أخرج في رحلات بحرية بمعدل رحلتين يومياً في الفترتين الصباحية والمسائية، وأعرض حصيلة الصيد من الأسماك والروبيان بجميع أنواعها للبيع في سوق الجبيل بالشارقة، إلا أنني قررت أخيراً تخصيص حساب في إنستغرام لعرض كميات يومية من الأسماك مجاناً للحاصلين على لقاح كوفيد-19، بهدف تشجيع كافة فئات المجتمع للقضاء على هذا الوباء، وأيضاً بدافع الواجب الوطني الذي يحتم على الجميع الوقوف مع بعضهم البعض في هذه الظروف الاستثنائية دون النظر لتحقيق ربح مادي».
وأشار إلى أنه أطلق هذه المبادرة مع بداية الأسبوع الحالي ويعتزم الاستمرار فيها لدعم حملة اللقاح التي تتبناها الحكومة الرشيدة بهدف القضاء على فيروس كورونا، إذ يوجه العمال لديه بتخصيص 40% من محصول الصيد اليومي دون أي مقابل مادي للذين تلقوا الجرعة الأولى أو الثانية من اللقاح، بشرط تقديم ما يثبت ذلك، فيما توزع بواقع 3 كلغ لكل شخص من الأنواع المتوافرة والتي تزيد أعدادها على 8 أنواع أهمها الكنعد والقباب والشعري والهامور، بالإضافة إلى «الاستاكوزا» والروبيان.
وذكر الصياد حميد عبدالله من إمارة الشارقة: «حرصتُ على تشجيع أصدقائي الصيادين المتواجدين في مجموعات واتساب أو الذين ألتقي بهم في الأسواق على المشاركة في هذه المبادرة التي تدعم توجهات الدولة، والتي تتطلب تكاتف جميع الجهود وتوظيفها لخدمة المواطنين والمقيمين عبر خلق الوعي بضرورة الحصول على اللقاح ضد فيروس كوفيد-19»، لافتاً إلى أن القيمة الحقيقية للمشاركة المجتمعية أو التطوعية لا تقاس مادياً بل بالجهد المعنوي الذي يبذله كل فرد بهدف المشاركة وترك بصمة إيجابية..
المشهد التطوعي
وأكدت جمعية الصيادين بالشارقة أن المسؤولية المجتمعية تحتم على جميع الفئات والأفراد التكاتف من أجل تحقيق الأهداف العامة التي تتماشي مع توجهات الحكومة، وهذا ما لمسناه على أرض الواقع كل في مجال تخصصه وقدراته، مشيرة إلى حرص الصيادين على التواجد الدائم في المشهد التطوعي والمشاركة المجتمعية، إذ سخر عدد منهم محصلة رحلاتهم البحرية للبيع بأسعار رمزية مع توفيرهم خدمة التوصيل المجانية، وحالياً يسعى عدد كبير منهم إلى تشجيع أفراد المجتمع على أخذ لقاح ضد كورونا، عبر تخصيص نسبة من حصيلة صيدهم البحري وعرضها على حسابات التواصل الاجتماعي، لهذه الفئة دون مقابل مادي، وهذه المبادرة تبناها عدد من الصيادين الذين شجعوا غيرهم على المشاركة فيها.