الإصطدامات الفلكيّة: أقوى دمار شامل وكيف تحصل؟

الإصطدامات الفلكيّة: أقوى دمار شامل وكيف تحصل؟

يقع حادث الإصطدام الفلكي عندما يرتطم جسم فضائي مُتجوِّل بجسم آخر وفي معظم الحالات يكون هذا الأخير كوكباً. هذه هي الحال مع كوكب الأرض الذي شهد حوادث عديدة من هذا النّوع على مرّ التّاريخ لكن هذه الكوارث المُدمّرة قد يكون لها تأثير إيجابي على تطوّر المخلوقات على الرّغم من الدّمار الشّامل الذي قد ينتج عنها.

تختلف أحجام وأوزان هذه الأحجار السّماويّة وهاتان الخاصيَّتان هما اللّتان تُحدّدان قوّة الإصطدام،إلى جانب عوامل أخرى، حتّى أن البعض منها ما زال أثره واضحاً في مكان الإرتطام من خلال الفوَّهة التي خلّفها. على الرّغم من إستمراريّة هذه الحوادث إلاّ أن في معظم الأوقات تكون الحالات بسيطة بسبب تحطّم المذنّبات، الكوَيكبات أو النّيازك الصّغيرة لكن في بعض الظّروف الخطرة قد تتعرّض حضارة أو حتّى الحياة بأكملها للإبادة إثر إصطدام حجر فضائي كبير بالكوكب حتّى أن معظم العلماء يعتقدون أن هذا هو سبب إنقراض الدّيناصورات منذ ٦٥ مليون عام.

الإصطدامات الفلكيّة

مستوى التّردّد والطّاقة

أظهرت الدّراسات أن كلّما زاد حجم الجسم الفضائي إنخفضت نسبة إرتطامه في الكوكب، فعلى سبيل المثال تشهد الأرض تحطّم كوَيكب قُطره كيلومترٍ واحدٍ كل ٥٠٠ ألف سنة تقريباً أما الأجرام التي يتراوح قطرها بين ٣ و ٥ كيلومترات ترتطم كل ٢٠ مليون سنة. إستنتج العلماء هذه العلاقة العكسيّة عندما درسوا هذا النّوع من الحوادث على الأجسام الفضائيّة الأخرى وبالتّحديد القمر لأنه الأقرب إلى الأرض ولا يتمتّع بغلاف جوي يؤثّر على هذه الأحجار وهي تقترب من السّطح.

الإصطدامات الفلكيّة

على عكس مستوى التّردّد، تتمتّع الطّاقة التي يُنتجها الإصطدام بعلاقة مباشرة مع قُطر الجرم وكثافته ومع السّرعة التي دخل فيها هذا الأخير الغلاف الجوي والزّاوية التي يسلكها وأصبح من المعروف أن السّرعة الأدنى للتّأثير بسطح الأرض هي ١١ كيلومتر في الثّانية أما متوسّط السّرعة فهو ١٧ كيلومتر في الثّانية و الزّاوية الأكثر تكراراً هي ٤٥ درجة.

الإنفجارات الهوائيّة

الإصطدامات الفلكيّة

معظم الأجسام المتحجّرة التي لا يتعدى قطرها ١٠ أمتار تنفجر في الطّبقات العليا من الغلاف الجوي بسبب إحتكاكها بالهواء لكن هذا لا يعني أنّها ليست خطرة إذ ينتج عن هذا الإنفجار موجة إرتداديّة تُدمّر الزّجاج و البنايات ذو الأساس الهشّ. قد يصل في بعض الحالات قطر تلك الأحجار إلى ٢٠ متر وهذه كانت الحالة في روسيا سنة ٢٠١٣ عندما إنفجر كويكب في الهواء وصدر عنه طاقة أقوى من إنفجار هيروشيما بثلاثين مرّة لكن لو وصل هذا الجرم إلى الأرض لكانت العواقب كارثيّة.

أقوى الإصطدامات

تسرد النّظريّة الأساسيّة خلف نشأة القمر حدثاً هائلاً يصف إرتطام جسم بحجم كوكب المرّيخ بالأرض، إذا أُثبتت هذه النّظريّة في المستقبل فسيكون هذا الحدث الأكبر من نوعه في تاريخ الكوكب الأزرق. على صعيدٍ آخر، إكتشف العلماء عام ٢٠١٤ أدلّة تعود لإصطدام هزّ جنوب أفريقيا منذ أكثر من ٣ مليارات سنة إذ من المعقول أن حجم الكويكب تراوح حينها بين ٣٧ و ٥٨ كيلومتر تقريباً كما تؤكّد بعض الدّراسات تحطّم حجرَين بلغ قطرهما ١٠ كيلومترات في أستراليا ما سبّب فوَّهة تفوق مساحتها ٤٠٠ كيلومتر مربّع و ظهرت إكتشافات في عام ٢٠١٥ وصف على إثرها هذا الإصطدام بالأقوى تاريخيّاً.

الإصطدامات الفلكيّة

حتّى يومنا هذا، ما زال الكويكب الذي قضى على الدّيناصورات الأقوى من ناحية التّأثير إذ إختفى بسببه أكثر من ٧٥% من الحياة المنتشرة على الأرض كما انقرضت كل الحيوانات الزّاحفة والنّباتات التي كانت موجودة في تلك الفترة.

الكاتب: نزار زغيب
المزيد