أفلام وبرامج الأنمي: أسباب النجاح من اليابان إلى العالم

كلمة أنمي (Anime) مختصر لكلمة أنيمايشن (Animation) التي تعني أفلام الكرتون مهما كان نوعها، مرسومة على اليد أو من خلال الكمبيوتر. في عالم اليوم، يُشير هذا المصطلح إلى الرّسوم المتحرّكة التي تُنتَج في اليابان بسبب خصائصها المميّزة وهي عبارة عن رسومات ملوَّنة، شخصيّات نابضة بالحياة ومواضيع خياليّة رائعة. هذه البرامج ليست محصورة بالتّلفاز فقط بل ظهرت كأفلامٍ سينمائيّة وتنتشر أيضاً من خلال أقراص الفيديو الرّقميّة كالدي في دي (DVD) و البلو راي (BluRay).

وصلت شهرة هذا النّوع من الكرتون إلى العالميّة من خلال الإنترنت حيث بإمكان المشاهدين متابعة أي مسلسل بطريقة مباشرة ما ساهم بنشر هذه الثّقافة في كل البلدان. من المؤكّد أن القاعدة الجماهيريّة الأكبر للأنيمي موجودة في بلدها الأمّ، ولهذا السّبب نصف الأفلام السينمائيّة هناك تنتمي لهذا النوع من الرّسوم المتحرّكة. علاوةً على ذلك، يحتل فيلم الكرتون "المخطوفة" (Spirited Away) الصّدارة من ناحية الإيرادات متفوّقاً على التّيتانيك (Titanic) في صالات العرض اليابانيّة.

تاريخ الأنمي

ظهر أول فيلم أنمي عام ١٩١٧و لم تتخطّى مدّته الدّقيقيتَين وكان نتيجة تجارب عدّة أقدم عليها منتجو الرّسوم المتحرّكة اليابانيّين بعد ظهورها في عدّة بلاد غربيّة كألمانيا والولايات المتّحدة الأمريكيّة. لاقت هذه العروض إستلطافاً لدى المشاهدين ما زاد من حماس الصّانعين الذين استفادوا من التّكلفة المنخفضة نسبيّاً النّاتجة عن غياب الممثّلين. إستوحى الرّسام الياباني أسامو تازوكي من نجاح والت ديزني بهدف إنتاج رسوم متحرّكة منخفضة التّكلفة تتميّز بعدد أقل من الإطارات في اللّقطة الواحدة. في سبعينات القرن العشرين، انتشرت مجلّات المانغا (Manga) في الأسواق اليابانيّة وكانت من أبرز المصادر لقصص الأنمي التي ما زالت حتّى اليوم تُخلَق تِبعاً لتقنيّات تازوكي. تفاقمت شهرة هذه الرّسوم المتحرّكة في السّنوات الماضية من خلال الإنترنت ويتولّى إنتاجها أكثر من ٤٣٠ إستديو أشهرهم توي أنيمايشن (Toy Animation) وغيبلي (Ghibli) كما تتخصّص شركات خاصّة في دبلجتها وترجمتها.

أشهر برامج الأنمي

يجذب الأنمي عدد مُتزايد من المعجبين بسبب اللّقطات العالية الجودة والقصص التي تناسب كل الأعمار والطّبقات الإجتماعيّة، لكن تتفوّق بعض البرامج على غيرها لأنّها تتمتّع بحبكة ذكيّة تفرض تحدّي على المشاهد ما يشجّعه على متابعة المسلسل، نذكر منها:

• بوكمون (Pokemon): نُتابع مغامرات فتى يُدعى آش في سعيه ليصبح أقوى مدرّب لوحوش البوكيمون في العالم.
• جريندايزر (Grendizer): نشاهد صراع بين الخير و الشرّ يخوضه رجال آليّين من الفضاء.
• دراغون بول (DragonBall): يتمرّن سون غوكو بهدف البحث عن الأحجار السّماويّة السّبعة التي يَستحضر من خلالها تنّين يحقّق له أمنية.

• مذكّرة الموت (Death Note): تتغيّر حياة شاب بعدما يكتشف دفتر يَموت صاحب كل إسم يدوَّن فيه.
• كابتن ماجد: لهذا الأنمي نسخة عربيّة مأخوذة من مجلّة المانغا "كابتن تسوباسا" التي تسرُد مغامرات الطّفل ماجد كامل المُغرَم بلعبة كرة القدم.

أنواع الأنمي

يُصنَّف الأنمي بحسب معايير جمهوره المُستهدف (العمر، الجنس و الطّبقة الإجتماعيّة) :

• الميكا (Mecha): أبطال هذا النّوع هم روبوتات وآليّين ويُشاهده أفراد من كل الأعمار.
• الشونن (Shonen): المراهقين الذّكور هم أكثر المتابعين لهذا الصّنف من الأنمي الذي يَشمل الميكا و أفلام الحركة.
• الشوجو (Shojo): يستهدف المراهقات الإناث من خلال مسلسلات دراميّة ورومانسيّة.
• إيتشي (Etchi): يحتوي هذا النّوع على مشاهد عُريّ وإيحاءات جنسيّة ولهذا السبب هو لمن تفوق أعمارهم ١٨ سنة.
• الشّريحة من الحياة: يجمع هذا الصّنف كل البرامج التي لا تنتمي إلى فئة معيّنة بل هي مُمتعة لجميع أفراد العائلة.