لا شكّ بأنّ اختيار الزّوجة المناسبة تشكّل تحدّياً لكثير من الشّباب المقبلين على الزّواج، فما تشهده أروقة المحاكم وسجلات القضاة تشير إلى نسب متزايدة في حالات الطّلاق بسبب سوء اختيار الزّوجة المناسبة .
التّوافق الفكري بين الزّوجين :
فمن الأمور المهمّة عند اختيار الزّوجة المناسبة النّظر في طريقة تفكيرها ونضجها، فقد ترى المرأة على سبيل المثال الحياة من منظورٍ ورؤية خاصّة قد تختلف عن منظور ورؤية الرّجل الخاطب، ممّا قد يسبّب صراعاً فكريّاً بينهما في المستقبل، كما ينبغي مراعاة ما تحبّه المرأة وما تكرهه من الأمور حتّى لا يكتشف الزّوج أنّها تبغض أمراً يحبّه ممّا قد يسبّب المشاكل بينهما أيضاً، وعموماً ينبغي على الخاطب الجلوس مع من يريد خطبتها حتّى يفهما بعضهما جيّداً ويتعرّفا على طريقة تفكير كلّ منهما لتجنّب أيّ خلافٍ مستقبلي بينهما.
مراعاة الرغبة في صفاتٍ معيّنة في الزوجة:
فكلّ رجلٍ من الرّجال يضع نصب عينيه مواصفات خُلقيّة وخلقيّة لمن يتقدم لخطبتها، وبالتّالي عليه التّأكد من مدى توفر المعايير الّتي يطلبها في زوجة المستقبل، فقد يحبّ الرّجل الهدوء والاتزان على سبيل المثال في المرأة، وقد يحبّ الطّموح والعلم والثقافة، أو قد تكون تلك الصّفات خلقيّة مثل رغبته في أن تكون زوجته طويلة القامة، أو قصيرة أو غير ذلك، وإنّ من شأن تلبية متطلّبات النّفس ورغباتها عند اختيار زوجة المستقبل أن تحدث التّوافق والتآلف بين الزّوجين.
الاستماع إلى ذوي الخبرة والتّجارب:
فممّا لا شكّ فيه أنّ نصائح الكبار في السّنّ من الوالدين أو الأقارب تساعد إلى حدٍ كبير في اختيار الزّوجة المناسبة نظراً لمواجهة كبار السّنّ لكثيرٍ من المواقف والأحداث في حياتهم، والتي تكسبهم خبرة بمعادن النّاس وبالتّالي القدرة على توجيه الرّجل لاختيار الزّوجة المناسبة له.
مراعاة الأسس الهامّة في الاختيار :
فكما بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ الزّوجة تنكح لأربع وذكر مالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، حيث إنّ اختيار الزّوجة صاحبة الدّين والخلق أفضل من اختيار الزّوجة صاحبة المال؛ لأنّ الدّين والخلق ينفع الرّجل في الدّنيا والآخرة، بينما قد يكون المال فتنة للزّوجين ووبالاً عليهما