في فترة العزل..حيل تتبعها النساء للهروب من "عنف" الرجال

في فترة العزل..حيل تتبعها النساء للهروب من "عنف" الرجال

رغم جهود الحكومات العربية والغربية لمكافحة العنف الأسري المتزايد حالياً، وتخصيص بعض الدول الأرقام الساخنة للتبليغ عن تعرضهن للعنف الأسري، خاصةً في وجود أزواجهن أو أقاربهن بالمنزل أغلب الوقت أو كله.

لذلك استخدمت النساء حيلة للتبليغ اعتمدتها الأمم المتحدة وطلبت تفعليها بشكلٍ رسمي من حكومات الدول، وهي التبليغ عن طريق الصيدليات ومحلات البقالة، كونها الأماكن الوحيدة المفتوحة حالياً في معظم دول العالم، وأيضاً هي أمكنة لا يشتبه الزوج في زوجته إن ذهبت إليها خلال فترة الحجر.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بـ “إنشاء أنظمة إنذار طارئة في الصيدليّات ومحلات البقالة”، كونها “الأماكن الوحيدة التي لا تزال مفتوحة في بلدان كثيرة، واعتبارها أيضاً سبيلاً آمناً للنساء لالتماس الدعم، من دون أن يتنبَّه المعتدون إلى ذلك”.

ويبدو أن دعوة الأمم المتحدة لاعتماد هذه الطريقة للإبلاغ جاءت بعد استخدامها من قبل مئات النساء في دول أوروبية أبرزها فرنسا وإسبانيا اللتان اعتمدتاها رسمياً بالفعل، حيث قامت النساء هناك بتقديم معلوماتهن حول تعرضهن للعنف المنزلي لأقرب صيدلية من منزلهن، لتقوم الصيدليات بإبلاغ الشرطة التي تقوم بدورها بإلقاء القبض على الأزواج المعتدين، وفق تجارب نقلتها شبكة NBC News الأمريكية.

وفي بعض الحالات التي لم تستطع فيها النساء الشكوى مباشرةً للصيدلي، استخدمت بعضهن كلمات سر، إذ تقول الواحدة منهن “قناع 19-mask 19” للصيدلي فيفهم مباشرةً أنها تريد الإبلاغ عن تعرضها للعنف المنزلي، وفق تقرير شبكة CNN الأمريكية.

والمثير للقلق أن هذه الإساءات ليست بعيدة عن عالمنا العربي، ففي تونس أطلقت الحكومة خطاً ساخناً لتمكين النساء من التبليغ عن تعرضهن للعنف المنزلي بعد تسجيل زيادة 5 أضعاف بنسبة العنف اللفظي والجسدي خلال 6 أيام فقط من بداية الإغلاق التام المفروض في 22 مارس/آذار.

كما وفرت تونس خطوطاً مجانية لتقديم استشارات نفسية وأسرية واجتماعية للأزواج والأسر خلال 24 ساعة يومياً، كذلك وفرت مركز إيواء للمعنفات، وفق تأكيد وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن التونسية، أسماء السحيري العبيدي، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).

أمّا في لبنان فقد شهد الخط الساخن المخصّص لتلقّي شكاوى العنف الأسري في قوى الأمن الداخلي ارتفاعاً بنسبة 100% في عدد تبليغ الحالات لشهر مارس/آذار 2020، مقارنةً بعدد الحالات في العام 2019، وفق جريدة “النهار” اللبنانية، فيما حذرت أكثر من منظمة مناصرة لحقوق المرأة في لبنان من تزايد الأزمة بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه بعد انتشار أخبار عن حوادث مخيفة أبرزها إلقاء زوج لابنتيه (17و20عاماً) من الشرفة بعد شجار مع زوجته.

الأردن أيضاً ليس ببعيد، فقبل أيام، انتشر مقطع فيديو لشابة أردنية مطلقة وأم لطفل وحيد، تدعى إيمان الخطيب تتحدث عن تعرضها للتعنيف والترهيب والضرب من قبل عائلتها بسبب مشاكل مادية تتعلق بالنفقة والإرث.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد