يشير المختصون في علم النفس إلى أن بناء مزيد من الثقة بين الزوجين يستوجب عدم التزام الصمت، وينصحون بالحرص على فتح المجال للتواصل والجدال، شرط أن يكون الجدال إيجابيا يأخذ بعين الاعتبار جملة من المبادئ مثل الاحترام والاعتذار عند الضرورة.
ووفقا لاستطلاعات رأي أجريت في الولايات المتحدة، يعتقد 44 في المئة من المتزوجين أن الشجار أكثر من مرة خلال الأسبوع يساعدهم على ضمان علاقة صحية ومثمرة لفترة طويلة. ويقرون بأن فرص استمرار العلاقة بين الزوجين اللذين يتجادلان باستمرار ترتفع لكن شريطة أن يكون الجدال مبنيا على أسلوب سلمي.
وفي دراسة أميركية نشرت بالمجلة الطبية “ميدسين بسيكوزوماتيك أوف جورنال” تبين أن الأزواج الذين يتبادلون الجدال يعانون بصورة أقل من مخاطر الإصابة بالأمراض والموت المبكر، لكن شريطة أن يكون التعبير عن الغضب من الجانبين وليس من طرف واحد.
وفي تقرير نشره موقع برايت سايد الأميركي، أكدت الكاتبة إيكاترينا راغوزينا، أن الشجار بين الأزواج من حين إلى آخر مفيد.
وقالت راغوزينا إن التغاضي عن بعض عادات الشريك التي تؤرق الطرف الآخر من شأنه أن يسهل الأمر، مشيرة إلى أن الاستعداد لتحمل الألم والمشقة الناجمين عن خوض نقاش حاد مع الطرف الآخر بهدف الحفاظ على سلامة العلاقة وصحتها، دليل على صدق المشاعر.
وأضافت أن الشجار يعكس القدرة العالية للطرفين على الالتزام، وأن تجاوزهما للمشاكل التي تنجر عن ذلك الشجار دليل على أنهما يريدان استمرار العلاقة.
ويعتبر علماء النفس والاجتماع أن الخلافات الزوجية أمر وارد في العام الأول من الزواج، حيث يبدأ كل من الزوجين في هذا العام في التعرف على شخصية الآخر تعرفا كاملا ومفتوحا بلا تغيير أو تظاهر.
وأكدت دراسة أجريت في سويسرا أهمية الخلافات الزوجية في استمرار العلاقة بين الزوجين، وأوضحت أن الخلافات الزوجية لها فوائد، لأنها فرصة حقيقية يتعرف من خلالها كل من الزوجين على ما يغضب الطرف الآخر ويزعجه، وهو ما أكدته أيضا الدكتورة سامية الجندي أستاذة علم النفس بالجامعة المصرية.
وتقول الجندي “بالفعل المشكلات لها بعض الفوائد، فمن خلالها يتعرف كل طرف على ما يغضب أو يفرح الطرف الآخر ويتلمس طباعه على أرض الواقع بل ويعرف أخطاء نفسه فيحاول إصلاحها وتعديل مسارها”.
وتضيف “يستطيع كلا الزوجين أن يتعرف على أفكار شريكه وطموحاته وتطلعاته فيتقاسم معه تلك التطلعات والآمال وبذلك تمتد جسور التواصل بين الطرفين”.