أظهرت دراسات متعددة أن الآباء الأكبر سنًا يمكن أن يكونوا سببًا للمخاطر الصحية والطفرات الجينية الشاذة لدى أطفالهم، مثل الولادات المبكرة واضطرابات النمو، ولكن ظهر مؤخرا العديد من الحالات الطبية المماثلة لأطفال ولدوا لأمهات في سن الشباب، وأمهات دون سن 25 عامًا.
في المقابل، وجد الخبراء، أنه كلما زاد سن الأم، قلت احتمالية تعرض الطفل لإصابات أو دخول المستشفى، وذكرت دراسة أخرى أن الأطفال المولودين لأبوين أكبر سنًا هم أكثر عرضة للعيش حياة أطول وأكثر صحة لأن لديهم طفرات تحمي الحمض النووي، والتي يمكن أن تنتقل إلى الأجيال القادمة أيضًا.
وكشفت الأبحاث العلمية، أن هناك فرصة كبيرة لتعامل الأطفال مع فقدان الوالدين المتقدمين في العمر، بشكل أخف ووقع أقل حزنا على قلوبهم وأنفسهم، من أن يفقد الأطفال آباءهم ذوي السن الصغير، وخاصة في حالات الوفاة، الأمر الذي قد يؤثر على صحته العقلية.
ومن أجل غرابة تلك الرؤية، أوضح الخبراء أنه نظرًا لأن الآباء المتقدمين في السن، والذين تتراوح أعمارهم بين أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات، يحيون في جو مستقر في حياتهم إلى حد كبير، وبالتالي فإن أطفالهم سينعمون في نفس الجو من الهدوء والاستقرار، ومن ثم يكونون عرضة لعدد أقل من مشاكل الصحة العقلية.
وتظل تلك النتائج العلمية، التي يقدمها العلم الحديث يوميا، تثبت بدورها أن الطفل المولود لأب شاب في سن مبكر للغاية، يكون له تأثير سلبي على صحة الطفل العقلية، وذلك لعدة أسباب يكون أبرزها عدم قضاء هؤلاء الآباء أوقاتا صحية مع أطفالهم من أجل تنمية عقولهم، نتيجة لانشغالهم الدائم بالعمل، والرغبة في توفير حياة أفضل، والأمل في التدرج الوظيفي، ولتلك الأسباب عدد من التأثيرات السلبة على العلاقة الأسرية وعواطف الطفل.
وبالإضافة إلى ذلك، وجد العلم أن الأطفال المولودين لأبوين مراهقين يواجهون صعوبة متزايدة في التعامل مع عواطفهم وسلوكياتهم ومشاعرهم تجاه الأشياء والمواقف، بسبب أن الآباء أنفسهم، في حقيقة الأمر مراهقون ولم يستقروا بعد في الحياة، كما لم تستقر مشاعرهم.