يرى خبراء التربية أن جعل الطفل محبا لمادة الرياضيات تحدّ يطرح على الوالدين، ولا بد أن يقوما بتدريبه على ذلك في وقت مبكر لأنه يعود عليه بفوائد كبيرة.
ويؤكد خبراء التربية أن إتقان الرياضيات أمر مهمّ جدا لتطوير مهارات الحساب ومهارات حل المشكلات عند الأطفال، كما يساعد الإبداع في الرياضيات في تطوير مهارات علمية وعملية أخرى مثل البرمجة والحس الهندسي عند الصغار.
ويحذر خبراء التربية الآباء من ترديد عبارة أنهم لم يحبوا الرياضيات ولم يفهموها أبدا خلال دراستهم، فيورّثون بذلك كره الرياضيات لأطفالهم .ويؤكدون أن الطفل سيعتقد أن أهله الذين هم بالنسبة إليه مثله الأعلى، لا يمكنهم التعامل مع هذه المادة، فلن يكون بالتالي قادرا على ذلك وسيجد حجة تجعله يضع مادة الرياضيات على الرف، ولا يبذل جهدا إضافيا لفهمها.
وينصح الخبراء بتوفير العديد من الألعاب التعليمية للطفل التي تحفز التعلّم لديه ليصبح متمكنا من الرياضيات، حيث بينت التجارب أن هناك علاقة إيجابية وثيقة بين اللعب وتحفيز الطلاب على التعلم.
كما بيّنت الدراسات أن الكثير من الأشخاص الذين يتمتعون بعبقرية رياضيات متميزة، كان لألعاب “الليقو” دور كبير في ذلك، حيث تساهم هذه الألعاب في تعزيز مهارة حل المشكلات وتحفيز الإبداع عند الأطفال، بالإضافة إلى تطبيق بعض المبادئ النظرية في الرياضيات بشكل عملي مرح.
ويمكن كذلك ربط مادة الرياضيات بالأنشطة المختلفة خارج المنزل وداخله، وإيكال مهام للطفل متعلقة بالرياضيات والحساب، مثل عدّ السيارات الحمراء خلال جولة في الشارع أو توزيع قطع ألعاب التركيب بينه وبين إخوته بالتساوي أو عدد قطع الملابس في خزانته.
وينصح الخبراء الوالدين بمكافأة الطفل والثناء على إنجازه عندما يقوم بحل مسائل رياضيات دون مساعدة، أو عندما يحصل على علامة عالية في اختبار، فذلك سيعزز ثقته في نفسه بشكل كبير مما يشكل دافعا إيجابيا كبيرا ليحرز المزيد من الإنجازات ويستمر في تطوير مهاراته.
ويرى الخبراء أن هذه الأمور تفيد في المراحل الأولى من العمر، لأنه يجب أن يدخل الطفل الصفوف الأولى وهو متقن لمهارات الحساب الأوّلية بصورة تجعل المدرسين يشيدون به، وتجعله مقتنعا تماما بأنه لا يعاني من مشكلة في هذه المادة عكس الكثير من زملائه، وهي قناعة ستكبر معه صفا بعد آخر.