هل هذا هو الوقت المناسب لخلع الكمامة؟

هل هذا هو الوقت المناسب لخلع الكمامة؟

قدم مسؤولو الصحة الفدراليون نصائح تفيد بأنه باستطاعة الذين تم تطعيمهم بالكامل التخلي عن أقنعة الوجه في معظم الأماكن، ومثّل ذلك مفاجأة للأميركيين وفتح نقاشا بشأن اللقاحات والوقاية من العدوى.

وقالت جين ساكي المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، إنه حتى البيت الأبيض تلقى إشعارا قبل أقل من يوم واحد من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وفي تقريرها الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية، نقلت الكاتبة أبورفا ماندافيلي قول ساكي إن "مركز السيطرة على الأمراض، والأطباء والخبراء الطبيين هناك هم الذين حددوا ما سيعتمد عليه هذا التوجيه بناء على بياناتهم الخاصة والجدول الزمني. لم يكن هذا قرارا صادرا عن البيت الأبيض". فعلى مدار أشهر، شدد المسؤولون الفدراليون على ضرورة ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي لاحتواء الوباء.

وخلال تقديم التوصيات الجديدة، استشهدت الدكتورة روشيل بي والينسكي، المديرة العامة لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، باثنين من الاكتشافات العلمية الحديثة رأت أنهما عاملان مهمان، وذلك أن قلة من الأشخاص الذين تم تطعيمهم يصابون بالفيروس، ويبدو أن انتقال العدوى نادر، والظاهر أن اللقاحات فعالة في مكافحة جميع السلالات المعروفة لفيروس كورونا، وليس هناك شك في هذه المرحلة أن اللقاحات قوية.

وأصدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها نتائج دراسة كبيرة أخرى تُظهر أن اللقاحات التي تصنعها شركات فايزر-بيونتك ومودرنا فعالة بنسبة 94% في الوقاية من المرض المصحوب بأعراض لدى أولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل، وفعالة حتى لدى أولئك الذين تم تطعيمهم جزئيا فقط بنسبة 82%.

وقالت زوي ماكلارين، خبيرة السياسة الصحية في جامعة ميريلاند، في مقاطعة بالتيمور إن "العلم واضح تماما في هذا الشأن".

وأشارت إلى أن الأدلة المتزايدة تكشف عن أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم من غير المرجح أن يصابوا بالفيروس أو ينقلوه، وقالت إن الخطر "ليس منعدما بالتأكيد لكن من الواضح أنه منخفض جدا".

وذكرت الكاتبة أن من المخاوف التي تطارد العلماء أنه حتى الشخص الذي تم تطعيمه قد يحمل الفيروس، ربما مدة وجيزة من دون أعراض، وينقله إلى الآخرين لكن بحث مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وجد عددا قليلا من الإصابات بين أولئك الذين تلقوا لقاحات "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) و"مودرنا" (Moderna).

وقال فلوريان كرامر، عالم الفيروسات في مدرسة طب ماونت سيناي، إن دراسات أخرى حديثة تؤكد أن الأشخاص المصابين بعد التطعيم يحملون فيروسات أقل ولا تنقل العدوى إلى الآخرين. ومع ذلك، فقد حذر الدكتور كرامر من أن معظم البيانات التي تم جمعها تخص لقاحات "فايزر-بيونتك" و"مودرنا". ونظرا إلى أنه تم ترخيص لقاح "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson) في وقت لاحق، فهناك عدد أقل من الدراسات التي تقيم فعاليته.

وفي التجارب السريرية، كان لقاح جونسون آند جونسون فعالا بنسبة 72%، أقل من فعالية لقاحات فايزر-بيونتك ومودرنا. وقال الدكتور كرامر "إنه لقاح جيد جدا، وأنا متأكد أنه سينقذ الكثير من الأرواح لكننا بحاجة إلى مزيد من البيانات عن مدى فعالية لقاح جونسون آند جونسون في منع الإصابة بالعدوى، ومدى نجاحه في منع انتقال العدوى".

الكاتب: سامي علي
المزيد