الجميع كان يعتقد بأن تناول الطعام قبل ممارسة السباحة مضر بالصحة، هذه النظرية تم اعتمادها من الكتاب الإرشادي ”Scouting for Boys“ الصادر قبل 112 عاما، بشأن خطورة تناول الطعام بمدة تقل عن 90 دقيقة قبل السباحة.
ووفق الكتاب فإن ذلك سيتسبب في غرق الأشخاص الذين يتناولون الطعام قبل السباحة بمدة تقل عن 90 دقيقة، محذرا من أن ”تناول الطعام يوجه مسار الدماء نحو المعدة بعيدا عن العضلات لتعزيز سرعة الهضم وهذا سيتسبب في الإصابة بتشنجات تصيب الجسم بالشلل وعدم القدرة على الحركة عند النزول للماء، وسيحول الدم ناحية العضلات بعيدا عن المعدة“.
ووفق موقع ”لايف ساينس“، فإن التحذيرات التي صدرت في هذا الكتاب ظلت هي المتبعة لسنوات طويلة، ولكن العلم قال رأيا آخر مبينا أن ”السباحين في الحقيقة ليس لديهم ما يشعرهم بالقلق حيال ذلك“.
وأكد جراح العظام في مستشفى كليفلاند كلينيك، إنديان ريفر، وعضو المجلس الاستشاري العلمي للصليب الأحمر بالولايات المتحدة، بيتر ويرنيكي، أنه ”غير ضار ولا يشكل خطرا الذهاب للسباحة خلال أي وقت بعد الانتهاء من تناول الطعام“.
وأضاف ويرنيكي أن ”الأسطورة الشائعة ليس لها أي أساس من الصحة حيث لا تحدث التشنجات العضلية بسبب انخفاض إمدادات الدم أو حتى تغيير مسارها بعد تناول الطعام ونادرا ما يؤدي ذلك لحدوث أي حالات طبية، ولكن السباحة بعد النوم تُشعر الجسم بالانزعاج بسبب ضغط المياه على المعدة الممتلئة بالطعام“.
وانتشرت أسطورة خطورة تناول الطعام قبل السباحة بمدة تقل عن 90 دقيقة، بشكل كبير في فترة الستينيات من القرن الماضي، وفي عام 1968 تم إجراء دراسات حول تأثير الطعام على السباحة على 24 سباحا حيث تناولوا وجبة إفطار من الحبوب والخبز المحمص والسكر والزبدة والحليب الكامل الدسم وتم تركهم لفترات زمنية مختلفة قبل بدء السباحة فلم يصب أي منهم بأي تشنجات أو غثيان على الإطلاق.
ونشرت جمعية الصليب الأحمر الأمريكي في عام 2011 مراجعة علمية تؤكد أنه لا يوجد أي قيود خاصة بتناول الطعام ولا أي أدلة صحية تثبت خطر عدم التقيد بفترة معينة قبل الذهاب للسباحة ولم يتم تسجيل أي حالة طبية أو غرق بسبب تناول الطعام قبل السباحة أو التقيد بفترات زمنية معينة“.