توصلت دراسة بريطانية جديدة إلى أن عقار “أبيراتيرون” يقلل من خطر الوفاة بسرطان البروستاتا إلى النصف على مدى ست سنوات.
وسبق أن رُفض تقديم عقار “أبيراتيرون” في يناير الماضي للرجال المصابين بسرطان البروستاتا الأكثر تقدما، بعد أن قرر المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، الذي يوافق على الأدوية، أنه ليس فعالا من حيث التكلفة ولا ينبغي تقديمه بشكل روتيني.
ولكن التجربة الجديدة التي قادتها بريطانيا على مجموعة مختلفة من الرجال، لم ينتشر سرطان البروستاتا لديهم، وجدت أن عقار “أبيراتيرون”، الذي أخذ لمدة عامين فقط، أدى إلى تحسن كبير في فرص بقائهم على قيد الحياة.
وتتبع الباحثون في الدراسة التي نشرتها صحيفة دايلي ميل البريطانية 988 رجلا خضعوا للعلاج بالهرمونات، معظمهم حصلوا عليه إلى جانب العلاج الإشعاعي، وهو العلاج المعتاد. وقارنوهم بـ986 رجلا يتلقون العلاج المعتاد، بالإضافة إلى “أبيراتيرون”.
وعلى مدى ست سنوات، كان الرجال الذين تناولوا مزيجا من الأدوية بما في ذلك “أبيراتيرون”، أقل عرضة للوفاة بنسبة 51 في المئة من أولئك الذين يتناولون العلاج الطبيعي.
وقال المعد المشارك للدراسة جيرارد أتارد، من جامعة كوليدج لندن إنه “بناء على هذه النتائج، يجب اعتبار جميع الرجال المصابين بسرطان البروستاتا غير المنتشر عالي الخطورة قادرين على التقليل من خطر المرض باستخدام “أبيراتيرون”.
ورأى نيك جيمس، أستاذ أبحاث سرطان البروستاتا والمثانة في معهد أبحاث السرطان واستشاري الأورام السريرية في مؤسسة رويال ماردسن “كانت النتائج مذهلة – هذه حقا الكلمة الوحيدة لذلك. نحن نجري مناقشات نشطة مع خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا حول كيفية تنفيذ هذه النتائج”.
وعادة ما يحصل الرجال الذين يعانون من أنواع الأورام العدوانية، على دواء لتجويع أورام الهرمونات الجنسية الذكرية، مثل التستوستيرون، التي تغذيها. ولكن على الرغم من الأدوية التي تمنع إنتاج هذه الهرمونات، فإن السرطان يعود مجددا.
ويمنع “أبيراتيرون” الخلايا السرطانية من صنع هرموناتها الجنسية الذكرية، أو الحصول عليها من مكان آخر، لذلك تقل احتمالية نمو الخلايا إلى أورام أكبر.
وأظهرت نتائج التجربة الجديدة، التي موّلتها مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة وقدمت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الأورام، أن 15 في المئة من الرجال الذين تلقوا العلاج المعتاد ماتوا في غضون ست سنوات. ومن بين هؤلاء في مجموعة “أبيراتيرون”، تلقى 527 رجلا أيضا “إنزالوتاميد” – وهو دواء له تأثير مماثل.