لا يزال العديد من الرجال يربطون تناول المزيد من اللحوم بارتفاع مستوى هرمون الذكورة لديهم. غير أن دراسات حديثة فندت هذا المفهوم الذكوري وكشفت أن النظم الغذائية النباتية ضرورية للصحة الجنسية أيضاً.
من الأفكار الراسخة في الموروث الشعبي العربي أن تناول اللحوم، ضروري للرجال لأنها ترفع مستوى هرمون الذكورة"التستوستيرون" في الجسم كونها تحتوي على البروتينات والزنك. كما يعتقد غالبية الرجال أن تناول الكثير من البروتين، وخاصة البروتين الحيواني، ضروري للحفاظ على مستويات الهرمون الذكوري ولحمايتهم من ضعف الانتصاب.
لهذا يرفض العديد من الرجال تناول الغذاء النباتي خشية من أن يؤثر ذلك سلباً على مستويات هرمون التستوستيرون لديهم وبالتالي على صحتهم الجنسية. لكن ثلاث دراسات حديثة قدمها البروفيسور رانجيث راماسامي و فريقه و نشرت نتائجها على موقع كلية الطب بجامعة ميامي ميلر، نقلاً عن موقع “fitbook” الألماني، تفيد بأن الرجال الذين يعتمدون في نظامهم الغذائي على الحبوب الكاملة، الخضروات والفواكه والبقوليات، لا يتمتعون بصحة جنسية أفضل فحسب،بل إنها أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا.
ونُشرت دراسة في ربيع عام 2021، توصل من خلالها العلماء أن النباتي ليس أقل "ذكورة" من آكل اللحوم على مستوى الهرمونات الذكورية. بل إن بعض العناصر الغذائية التي توجد فقط في الفاكهة والخضروات وما شابهها تحمي منضعف الإنتصاب. ووفقًا للدراسة، فإن إجمالي 2549 رجلاً عانى نصفهم تقريباً من ضعف خفيف إلى شديد فيالإنتصاب.
وليس من المستغرب أن النسبة كانت أقل بكثير لدى الرجال الذين تناولوا وجبات نباتية في الغالب. وبهذا الصدد يقول البروفيسور المشارك في الدراسة، روبن بلاكمان-براون، إن "أسلوب الحياة الصحي مع زيادة الإستهلاك النباتي يمكن أن يؤدي إلى انتصاب أفضل".
تظهر نتائج الدراسات الثلاث أن النظام الغذائي الصحي، المتنوع والمتوازن، والحياة الجنسية المُرضية مرتبطان ارتباطاً وثيقاً. لكن لا يبدو أن هذه الحقيقة قد وصلت بالكامل إلى مدارك العديد من الرجال.