في لفتة إنسانية رقيقة تدل على التحضر الشديد، منح المواطن وكيل ثانٍ، سالم عبدالله محمد بن نبهان البدواوي، الذي يعمل في منفذ حتا البري بدبي، سيارته الشخصية لأسرة من الجنسية السورية، تعطلت مركبتهم أمام المنفذ أثناء توجههم لقضاء إجازة العيد في مدينة مسقط العمانية.
وأوضح البدواوي، وفقاً لـ«الإمارات اليوم»، أنه كان على رأس عمله صباح يوم العيد في المنفذ، حيث كانت حركة المركبات قليلة صباح يوم العيد، وعند الساعة السادسة و10 دقائق، جاءت مركبة يقودها شاب برفقة أسرته متجهين إلى مدينة مسقط لقضاء إجازة العيد، وفور وصولها لشباك المغادرين سمع صوت انفجار في مركبته.
وقال: «طلبت من السائق التوقف بجانب المنفذ لفتح الطريق للمركبات المقبلة، وفور إنجاز المعاملة التي كانت معي ذهبت إليه سألته عن حالة المركبة، فأبلغني أن (الرديتر) قد انفجر، وحاولت الاتصال بشركات نقل المركبات، لكنها كانت مغلقة بسبب إجازة العيد».
وأوضح: «سألت السائق عن وجهته، فأبلغني بأنه كان يعتزم السفر إلى مدينة مسقط لقضاء إجازة العيد، وبما أن مركبته قد تعطلت قرر العودة إلى مدينة دبي وإلغاء رحلته، فطلبت منه الانتظار حتى عودة زميلي المناوب في المنفذ لمساعدته على إكمال رحلته».
وأشار إلى أنه، بعد مرور 30 دقيقة، أبلغ الشاب بأنه سيعطيه مركبته الشخصية ليمضي في طريقه إلى مدينة مسقط، ويقضي إجازته مع أسرته، وأبلغه بأن تعطل مركبته يجب ألا يكون عاملاً لإفساد إجازته وفرحة أسرته».
وتابع "البدواوي": «طلبت منه الذهاب معي إلى منزلي في حتا، وقمت بإفراغ أغراضي الشخصية من المركبة وسلمته مفتاحها والملكية، وطلبت منه العودة إلى المنفذ وإكمال رحلته والاستمتاع بإجازته»، مشيراً إلى أن المواطن السوري لم يصدق أن شخصاً لا يعرفه أعطاه مركبته الشخصية بهذه السهولة.
شاهد أيضاً: لفتة إنسانية من حاكم دبي تجاه أسرة أوروبية علقت سيارتها في الرمال (صور)
وأضاف: «أعطيته رقم هاتفي، وطلبت منه الاتصال بي فور عودته من سلطنة عمان، وبعد عودته إلى الدولة طلبت منه تسليم مفتاح مركبته المتعطلة إلى عامل في أحد كراجات تصليح السيارات في مدينة حتا لصيانتها، وإكمال رحلة عودته إلى منزله إلى مدينة دبي بمركبتي لحين صيانة مركبته».
وأوضح: «تواصلت مع صاحب الكراج واشتريت جميع قطع الغيار اللازمة، وطلبت منه الحضور في اليوم التالي لاستلام مركبته»، ولفت إلى أنه فور وصول المواطن السوري إلى مدينة حتا كان في غاية السعادة لصيانة مركبته، وكونه لم تتوقف رحلته ولا إجازته.
وأشار إلى أن ما يقدمه من المساعدة للمسافرين من مواطنين ومقيمين وسياح في منفذ حتا البري «أمر طبيعي أقوم به منذ 12 سنة، خصوصاً مع المسافرين الذين تتعطل مركباتهم المستأجرة عند المنفذ»، وقال «أهلنا علمونا مساعدة الآخرين، وتعلمنا الكرم وعمل الخير وحب الآخرين من قياداتنا، الذين زرعوا فينا حب الخير ومساعدة الآخرين».
من جهته، قال المقيم السوري، فاتح غزوان العابد، إن ما قام به البدواوي جعله يشعر بالفخر، كونه يعيش على أرض الإمارات، وأكد أن «عيال زايد يبادرون بتقديم الخير والمساعدة للجميع في أي وقت وفي أي مكان»، لافتاً إلى أن مساعدة البدواوي له لا يفعلها شقيق مع شقيقه، وأنه كان يعتقد في البداية أنه يمزح معه، عندما أعطاه مفتاح مركبته.