كورونا تحول أغلى مقاعد الطائرات إلى تجربة متواضعه

كورونا تحول أغلى مقاعد الطائرات إلى تجربة متواضعه

القيود المشددة التي تُفرض الآن على حركة المسافرين من أجل ضمان التباعد البشري وتقليل مخاطر عدوى فيروس كورونا، لاشك أنها اثرت على مستوى الرفاهية المقدمه في درجة "رجال الأعمال" التي حولت طقوس السفر وخدمات الأكل والشرب إلى نموذج متماثل تقريبا على الدرجتين العادية والمرفهة، رغم فروقات السعر.

ونقل تقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ الأمريكية عن ساندرا ليم، التي سافرت على درجة رجال الأعمال إلى سنغافورة من لوس أنجلوس، أواخر الشهر الماضي، قولها: ”لا يوجد أحد لمساعدتك في حمل حقيبتك ومرافقتك إلى مقعدك. وبالتأكيد ليست هناك مشروبات قبل الرحلة. يبدو الأمر وكأنه عودة إلى الدرجة الاقتصادية“.

وتضيف ليم، أن الطاقم كان يرتدي أقنعة الوجه ودروع العين، ويتجنب التواصل قدر الإمكان. المشروبات المجانية ما عادت تُقدّم، ولم تكن هناك قوائم طعام. تأتي الوجبات مع كل شيء في صينية واحدة، تماما كما هو الحال في درجة الإيكونومي، بدون دورات خدمة متعاقبة“.

تغييرات هيكلية لها كلفتها

وتُظهر بيانات النقل الجوي بعد عودة تشغيل الطيران التجاري، انخفاض الطلب الدولي للركاب بنسبة 92٪، في شهر يوليو، وهو تغيير هيكلي له كلفته على الجميع.

كما أنه ليس من الواضح إلى أي مدى يمكن أن يتعافى السوق المتميز، الذي يقول اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) أنه حقق 30٪ من الإيرادات الدولية لشركات الطيران في عام 2019.

وفوق ذلك، فقد تحول جزء كبير من المؤتمرات الدولية، التي كانت تستدعي السفر، إلى مؤتمرات افتراضية على الفيديو، وهو ما يهدد بالركود في ميزانيات الشركات المتخصصة بهذا الشأن.

ووفقا لقناعة الرئيس التنفيذي لشركة فيرجن أستراليا هولدينغز، بول سكوره، فإن السفر بدرجة رجال الأعمال سوف ينتعش، وإن بشكل أبطأ من الحركة الإجمالية لسوق النقل الجوي ككل، حيث تحافظ بعض الشركات على سياسات العمل من المنزل.

لكن الشركة المالكة للخطوط الجوية البريطانية ولشركة إيبيريا، تعتقد أن خدمة المؤتمرات الافتراضية سيجري توفيرها على بعض الخطوط النشطة، من خلال تصميم جديد للمقصورات، وهو ما يمكن أن يمنح درجة رجال الأعمال قدرة المنافسة.

وتنسب بلومبيرغ إلى ديفيد لوفت، المدير التجاري لطيران الإمارات، تقديره أن كافة الخدمات المرفهة لدرجة رجال الأعمال ستعود تدريجيا بالتأكيد، ومنها خدمات الطهي الكامل والكبائن المرفهة، وكل ذلك سيتوافر تدريجيا عندما يصبح السفر آمنا وبدون إجراءات احترازية.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد