حالة من الجدل أثيرت خلال الفترة القليلة الماضية حول اجازة افطار رمضان لهذا العام بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث أطل الدكتور عبد الهادي مصباح أستاذ المناعة، في مقابلة تلفزيونية وقال: "إن الله أعطى رخصة، وإن الله يحب أن تأتي رخصه. كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمجموعات الأكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض، يفضَّل أن يفطروا، لأن في الصيام يحدث جفاف، والجفاف يعطي للفيروس فرصة لممارسة قوته علينا، كما أن الجفاف يبطئ من الدورة الدموية التي تنقل الخلايا المناعية التي تدافع عن الجسم. لكن بالنسبة للناس العادية، فهذا حسب قدرتها، وكل فرد يقيّم هو مدى قدرته على الصيام".
كما دعا الوزير الجزائري الأسبق نور الدين بوكروح في مقال نشره على صفحته في فيسبوك إلى إلغاء فريضة الصيام هذا العام خوفا من تفشي فيروس كورونا، وجاء في مقال بوكروح "إما الاضطرار إلى تعليق صيام هذا العام؛ لأن خواء الجسم يزيد من قابليته لفتك الفيروس ويحفز انتشاره، وإما تثبيت الصيام ومن ثم تحدى خطر تفشٍّ أوسع له في صفوف المسلمين".
وحسم الجدل، مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة الأردنية، الدكتور عدنان إسحاق، إن صيام شهر رمضان لا يؤثر على المناعة في ظل انتشار فيروس (كورونا) المستجد.
وأوضح إسحاق، وفق قناة (المملكة)، أن ما يؤثر على جهاز المناعة، هي الأمراض المزمنة، وبعض الأدوية، إضافة للتقدم بالسن، وذلك رداً على سؤال بخصوص تأثير الصيام على مناعة الجسم.
وكان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في مصر، الدكتور على جمعة، أكد أن "الرأي في صيام رمضان يعود للأطباء، ويجب علينا الالتزام بكلامهم، فالحكم هنا للطبيب لأنه هو الذي يرى الواقع".
وشدد على أنه "إذا قال الأطباء لابد من الإفطار فهنا وجب الالتزام بتعليمات الأطباء، ومن لم يلتزم، سيكون قد وقع في الحرام، بل إن الإمام الغزالي قال: إن هذا شأنه شأن المنتحر".
لكن لجنة البحوث الفقهية، بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أفتت بعدم وجود دليل علمي على وجود ارتباط بين الصيام والإصابة بالفيروس، وبناء عليه، فإن أحكام الصيام تبقى على حالها من وجوب الصيام على المسلمين إلا أصحاب الأعذار المرخصة لهم فى الإفطار، وأنه لا رخصة فى الإفطار بسب الخوف من الإصابة.