تعرف على مزايا أول حليب بطاطس في العالم!

تعرف على مزايا أول حليب بطاطس في العالم!

يبحث الكثير مثل النباتيين عن بدائل للحليب، مثل من يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، أو من حساسية الحليب، ومن يتخوفون من مخاطر صحية تتعلق بالملوثات والمضادات الحيوية والمبيدات والهرمونات، وكذلك من يُفضلون البدائل الأقل إضرارا بالبيئة.

في مايو/أيار الماضي، قدمت علامة الألبان النباتية "دوغ" (Dug) -من مقرها في السويد- أول حليب نباتي في العالم يعتمد على البطاطس، بعد أن تخلت عن جميع مكونات الحليب النباتي التقليدية -من فول الصويا، والشوفان، واللوز- للحصول على المنتج الجديد الذي وصفته بأنه "ليس مجرد رغوة مثل منتجات الألبان الحقيقية، لكنه أكثر استدامة بكثير، حتى مقارنة مع منتجات الألبان النباتية المنافسة".

فهو خلاصة أبحاث قادتها الأستاذة في قسم تكنولوجيا الأغذية والهندسة والتغذية في جامعة لوند السويدية إيفا تورنبرغ لاستخلاص أول حليب بطاطس في العالم، باستخدام قاعدة من البطاطس تحتوي على بروتين البازلاء، وسكر المالتوديكسترين، وألياف الهندباء، وزيت بذور اللفت، ونكهات طبيعية، وبه نسبة منخفضة من السكر والدهون المشبعة، ومدعم بالكالسيوم، وفيتامينات "د" (D)، و"ب12″ (B12)، وحمض الفوليك.

ويباع بـ3 نكهات: "أوريجينال"، و"باريستا"، وغير مُحلى. وكلها خالية تماما من أية مسببات للحساسية، كاللاكتوز، وفول الصويا، والغلوتين، والمكسرات، مما يجعلها تتميز عن الأنواع الأخرى من الحليب النباتي الذي يملأ أرفف المتاجر؛ إذ يمكن شربها واستخدامها للطهي والخبز، مثل حليب الأبقار تماما، ويباع اللتر بسعر يتراوح بين 4 و6 دولارات.

وتقول تورنبرغ إن "البطاطس أنقذت الناس من الجوع خلال القرن 19″، فهي من أكثر الأطعمة إنتاجا، وأسهلها نموا، وأكثرها توفيرا للمياه والأرض، مما يعني أنها تنتج المزيد من الغذاء، كما أنها "تحتوي على كل شيء، من بروتين جيد، ومستوى عال من النشا، وفيتامين سي".

لذا فهي تُعرب عن قلقها من هيمنة المنتجات الحيوانية على الأسواق، في الوقت الذي يقدر فيه الباحثون أن ما بين 1 و3% من سكان النرويج -على سبيل المثال- يعانون من الحساسية تجاه الحليب ومشتقاته، ويحتاجون إلى بدائل، بعد أن أصبح من الصعب عليهم الحصول على ما يكفي من أحماض أوميغا 3 الدهنية الحيوية، لأنها توجد بشكل أساسي في الأسماك الدهنية التي يقاطعونها، رغم أهمية أوميغا 3 في التخلص من البروتينات الضارة والسموم، وتقليل الإصابة بالأمراض، وفقا لدراسة أجريت عام 2015 بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا.

وقالت إن هذا كان أحد الأسباب التي دفعتها للتفكير في إنتاج حليب البطاطس، رغم صعوبة تحويل المنتجات النباتية إلى منتجات كريمية مثل الحليب، من الناحية الفنية.

إلى أن اكتشفت تورنبرغ أن هذا يمكن أن يتحقق إذا تم تسخين البروتين والنشا في البطاطس بطريقة معينة، وخلطهما بزيت اللفت الغني بأحماض أوميغا 3؛ ليحتوي المشروب على 6% من زيت بذور اللفت، وتكفي 250 ملليلتر منه لتغطية نصف الاحتياجات اليومية للشخص من أوميغا 3.

وبهذا يكون لدينا حليب نباتي ذو طعم طبيعي، مع كثير من أوميغا 3، ويمكن بيعه ليكون بديلا عن الحليب واللبن والقشدة و"الآيس كريم"، وخلطه مع عصير التفاح والفاكهة، واستخدامه في وجبة الإفطار، أو كمشروب للطاقة، أو حتى لصنع الكابتشينو.

الكاتب: رنا إبراهيم
المزيد