استيقظ مستخدمو فيسبوك مؤخراً ليجدوا أن أمراً ما تغير في صفحة تسجيل الدخول لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحديداً فوق الخانة الخاصة بالبيانات، فبدلاً من الجملة التي اعتاد مستخدمو الموقع رؤيتها وهي "مجاني وسيظل كذلك دائماً"، والتي كانت تظهر منذ أن أصبح فيسبوك منصة متاحة لعموم الجمهور، لتتغير إلى "إنه سريع وسهل". وهو التغير الذي جعل البعض يتوقع أن يطلب الموقع الشهير اشتراكاً شهرياً مقابل استخدامه.
وكان فيسبوك محط جلسات استجواب في الكونجرس الأمريكي، وكذلك البرلمان الأوروبي، لتبدأ دائرة جديدة من الرقابة على فيسبوك، غيرت الكثير من المخططات المستقبلية، لتبدأ بعدها مجموعة جديدة من الإجراءات التي أعلن عنها مؤسس الموقع "مارك زوكربيرج".
وتبع ذلك وقوع فيسبوك تحت مقصلة مجموعة من العقوبات والمحظورات بعد الفضائح المدوية فيما يتعلق بالخصوصية، والتي ظهر على إثرها تقديم المنصة الشهيرة لبيانات المستخدمين لصالح مؤسسة "كامبريدج أناليتيكا"، فكانت واحدة من النتائج المترتبة على ذلك، تغريم فيسبوك 5 مليار دولار، وهي أكبر غرامة مالية في تاريخ الشركات التقنية.
وبدأت الإجراءات الجديدة التي يستعد "زوكربيرج" في تنفيذها بالظهور تباعاً، بداية من بيع عدد ضخم من أسهمه في شركة فيسبوك وصل عددها إلى 2.9 مليون سهم، بقيمة تصل إلى 296 مليون دولار، في خطوة عجز الكثيرون عن تفسيرها، وعن إيجاد السبب الذي يجعل زوكربيرج يتخلى عن كل هذه الأسهم خلال عام واحد.
أما عن الخطوات المتعلقة بكيان فيسبوك الفعلي الذي يلمسه المستخدمون بالفعل، فقد أعلن مارك عن خطوات جديدة من شأنها حماية بيانات المستخدمين، حيث ستصبح محادثات فيسبوك وبيانات مستخدميه مشفرة، مما يعني أنه في حال أقدم فيسبوك على هذه الخطوة، فسيفقد مصدراً أساسياً وهاماً للغاية لتحقيق الربح؛ وهو بيع البيانات لشركات الطرف الثالث.
وفي الوقت نفسه، ظهر مشروع ليبرا الجديد، وهي العملة التي تشترك في إطلاقها مجموعة من المؤسسات تتزعمهم فيسبوك، لتصبح مصدراً جديداً وخاصاً لتحقيق الأرباح عبر تحويل الأموال عبر دول العالم المختلفة، بجانب استعدادات فيسبوك لإطلاق ميزة الوضع المظلم، والتي تعمد فيسبوك تأخير العمل عليها لوقت طويل، لأنها قد تتعارض مع الإعلانات المعتمدة على الصور، والتي هي قوام الدعاية على صفحات المنصة.
جميع التطورات السابق ذكرها جعلت البعض يعتقد أن مارك زوكربيرج بصدد فرض رسوماً مقابل استخدام موقع فيسبوك، ليكون تعويضاً مناسباً للمنصة عما تكبدته من خسائر فادحة، ويصبح الدخول إلى فيسبوك أمراً يتطلب دفع الأموال حتى لو كانت قليلة.
هل ينوي مارك زوكربيرج فرض رسوماً على مستخدمي "فيسبوك"؟
الكاتب: محمد شريف