يقول أحد المؤرخين أن تاريخ الدخّان والسجائر في مصر يعود إلى أكثر من 200 عام، ولكن الإعلان لمنتجات التبغ التي صنعت بأيدن مصرية، تزامن مع افتتاح بنك مصر. فما علاقة بنك مصر بانتشار السجائر قديمًا؟
في عام 1920 كانت مصر على موعد مع قرار تاريخي غيَّر مسار اقتصادها، وهو إنشاء بنك مصر، بقيادة الاقتصادي الشهير طلعت حرب. وخلال أكثر من نصف قرن، أنشأ البنك عددًا من الشركات التابعة له، كان من بينها وأبرزها شركة مصر للدخان والسجائر.
أسلوب الدعاية للدخان قديمًا كان مختلفًا إلى حدٍ كبير، لا سيما وأنَّ أضرار الدخان لم يكن مُتعارف عليها كثيرًا في العصور الماضية، فكان من الطبيعي أن يتم الترويج للسجائر بعبارات تشجيعية مباشرة مثل ما قام به بنك مصر في إعلاناته “أنقى وألذ السجاير.. الراقية، والفاخرة، والشعبيّة”.
من بين أساليب الترويج لهذه الشركة، أنَّها كانت الشركة المصريّة الأولى في إنتاج الدخّان، وكان ذلك فخرًا أعلنه بنك مصر في إعلاناته: “صُنعت برأس مال مصري، وبأيدي عمال مصريين”. “هي شركة مصرية.. أموالها للمصريين.. وأرباحها للمصريين.. وعمالها من المصريين.. وفخرها للمصريين”. “حَجر جديد في أهرام الصناعات العتيدة التي يؤسسها بنك مصر”.
ويعود تاريخ الدخّان والسجائر في مصر إلى أكثر من 200 عام، إذّ ذكر عبد الرحمن الجبرتي، أحد أشهر مؤرخي القرن الثامن عشر “أنَّه كان ممنوعًا شُرب الدخان في الشوارع وعلى الدكاكين وأبواب البيوت”.