أصيب أثرياء العالم بالقلق والهلع خوفاً من تأثير فيروس كورونا الذي انتشر على نطاق واسع في مختلف دول العالم، ورصدت وكالة «بلومبرغ» للأنباء في تقرير شامل، استعدادات الأثرياء لمواجهة هذا الوباء.
ويقول جوردان شلاين، طبيب وشريك إداري في شركة تقدم خدمة طبية متطورة للأثرياء، إن الإقبال على الشركة كبير لدرجة أنها تقوم بشراء المئات من أغطية الجسم (البِدَل) الواقية وتحتاج لتوظيف العديد من الأطقم الطبية لإتمام مهمة الشركة بخصوص طلبات فحص أشخاص في سان فرانسيسكو ولوس أنجليس ونيويورك، مُشبهاً الوضع في الشركة بـ«مجلس الحرب».
أحد مؤسسي صندوق استثماري رئيسي، طلب عدم ذكر اسمه، قال إنه وعكس المألوف، إذا بدأ أقرانه الأغنياء بالفّرار إلى «ملاجئ يوم القيامة» (مخابئ حديثة وراقية للأغنياء تحتوي أطعمة مجففة وأبواباً مقاومة للانفجار لمساعدتهم على العيش لسنوات تحت الأرض)، فسيذهب هو إلى منزله في إيطاليا، لأنها «دولة تنصح مراكز السيطرة على الأمراض بتجنبها»، قائلاً إن «الذعر من شأنه أن يجعل تذاكر الطائرة أرخص».
بدوره، قال تشارلز ستيفنسون، المستثمر المُقيم في مدينة ساوثهامبتون البريطانية، «لا أشعر بالقلق في الوقت الحالي... إنه (الفيروس) ليس بالقرب مني الآن... إذا أصبح الناس مصابين بفيروس (كورونا)، فسأخرج من هنا»، مشيراً إلى أنه سيسافر وقتها إلى ولاية أيداهو الأميركية، ويمكن لعائلته الانضمام إليه هناك إذا أرادوا ذلك».
وأكد تيم كروس، الطبيب بولاية كولورادو الأميركية، أن «الأثرياء لن يتمكنوا بالضرورة من الوصول إلى الأشياء التي لن يتمكن الشخص العادي من الوصول إليها... لكنّ هذا لم يمنعهم من السؤال عما إذا كان يمكنهم الحصول على لقاح لفيروس (كورونا)... والجواب هو: لا... وهم يريدون فقط أن يعرفوا».
لكن الدكتور جويل مولن، اختصاصي الأمراض الباطنية والأوبئة، قال إن «الموارد مثل المال والمواصلات والمعلومات تمنح الناس السبق في الإجراءات الوقائية، ويمكن أن تساعد في خلق سيناريوهات أكثر راحة للناس في مواجهة الكوارث»، موضحاً أن «الملايين من الأميركيين العاديين لا يستطيعون تحمل تكاليف تخزين قدر كبير من اللوازم الطبية أو التغيب عن العمل أو الانتظام مع أطباء للحصول على استشارات طبية دائمة، حتى في أيامهم الجيدة».
وفي سياق اجتماعي، ميتشل موس، مدرس السياسة والتخطيط الحضري في جامعة نيويورك، أشار إلى أن الأزواج الأثرياء الذين لم يعتادوا قضاء الوقت معاً سيواجهون مشكلة. وأوضح: «هذا سيدمّر زواج الأثرياء... كل هؤلاء الأزواج والزوجات الذين يسافرون دائماً سيتعين عليهم الآن قضاء بعض الوقت مع أزواجهم».