أثارت خريطة الحدود البحرية التركية التي عرضها أحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية التركية، تشاغاتاي أركييس، ردود فعل أوروبية ودولية صاخبة تصف ما تفعله أنقرة بأنه تجاوز للعقل والقانون.
وكان أركييس، الذي سبق أن عمل سفيرًا لتركيا في لبنان، عرض في وقت سابق من الأسبوع الحالي خريطة الحدود التي اعتمدتها مذكرة تفاهم ترسيم الحدود التركية الليبية، كما وقعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة الليبية فايز السراج، حيث تتجاوز الخطوط الحدودية الجزر اليونانية.
صحيفة ”زيرو هيدج“ الأمريكية نقلت عن آرون لاند، المحلل في معهد ذي سنتشري للدراسات الاستراتيجية، قوله إن ما تفعله تركيا هو ”إعلان ملكيتها نصف مياه إقليم شرق البحر المتوسط“، مستخدمة في ذلك زعمها غير المعترف به دوليًا، أن شمال قبرص يتبع لها.
وكانت تركيا قد احتلت شمال قبرص عام 1974، ورسّمت عام 2011 خارطة حدود بحرية جديدة لنفسها، لم تعترف بها أوروبا، تمتد 200 كيلو متر داخل المتوسط، وعاودت استخدامها الأسبوع الماضي في بروتوكول الحدود بينها وبين ليبيا، الذي رفضته اليونان ومصر وقبرص والولايات المتحدة، وجرى توصيفه بأنه مخالف للعقل، كونه يخترق الجزر اليونانية، وكون السراج يفتقد أهلية اتفاق كهذا.
وترجح ”زيرو هيدج“ أن تركيا إذا مضت وراء هذه الخطوات وأرسلت قوات عسكرية لحماية الحفارات الباحثة عن الغاز والنفط في هذه المناطق، فإنها بذلك قد تجبر في النهاية الاتحاد الأوروبي ودول ”الناتو“ المترددة على التفكير في الرد بقوة أكبر.