بعد صدور تشريعات جديدة تنظم العمل الليلي، يستعد العديد من السعوديين، ومن الجنسين، للتقدم إلى وظائف في القطاع الخاص، خلال الفترة الليلية التي تمتد حتى الصباح، ويقول القائمون عليها إنها ستسهم في توفير وظائف جديدة لمواطني المملكة.
ومع مطلع العام الجديد 2020، سيبدأ تطبيق نظام العمل الليلي الجديد الذي أقرته وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مطلع الشهر الجاري، ويتضمن بنودًا تحدد ساعات العمل والراحة والأجور والمكافآت وفترات المناوبات بين العمل الليلي والنهاري.
ويقول اقتصاديون سعوديون، إن القرار الجديد سيجذب السعوديين للعمل الليلي في بلد يعاني نسبة بطالة مرتفعة، ويبحث مئات آلاف الشبان والشابات فيه عن وظائف في القطاعين العام والخاص للتخلص من البطالة التي يعانون منها.
وقال ماجد القعيط، عضو لجنة الموارد البشرية في غرفة تجارة وصناعة الرياض، إن التنظيم الجديد للعمل الليلي، أتاح للنساء الانضمام لوظائف الليل بعد أن كنَّ محرومات منها، فيما سيتاح لهن الآن العمل في الليل وضمان حقوقهن عند أصحاب العمل.
وأشار القعيط الذي كان يتحدث لمحطة ”الإخبارية“ التلفزيونية الحكومية، أن سعوديين من الجنسين سيستفيدون من القرار الجديد الذي يتواكب مع تزايد العمل في الليل في مدن البلاد الرئيسة التي تشهد فعاليات ترفيهية وثقافية وفنية منوعة أوجدت على الجانب الآخر فرص عمل يحتاج أصحابها لعمال وموظفين ليليين.
وفي منتصف يوليو/تموز الماضي، بات مسموحًا للأسواق عدم إغلاق أبوابها في المساء كما كان معمولًا به لسنوات، إذ أتاحت وزارة التجارة والاستثمار للأنشطة التجارية عدم إغلاق أبوابها على مدار اليوم.
وقبل صدور ذلك القرار، كان مفروضًا على المحلات والأسواق، إقفال أبوابها لمدة 6 ساعات يوميًّا، تبدأ عند منتصف الليل وحتى السادسة صباحًا، مع وجود استثناءات للصيدليات ومحطات الوقود والمطاعم على الطرقات الرئيسة خارج المدن.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل، خالد أبا الخيل، إن قراري تنظيم العمل الليلي والسماح للأنشطة التجارية بالعمل لمدة 24 ساعة، يتيحان فرصًا وظيفية للسعوديين الذين يرغبون بالعمل خلال الأوقات التي تناسبهم.
وتعوّل السعودية على القطاع الخاص في توظيف القسم الأكبر من الباحثين عن وظائف، بما في ذلك النساء اللاتي يشكّلن القسم الأكبر من العاطلين عن العمل، وبات وجودهن اليوم في كثير من المهن والأسواق أمرًا اعتياديًّا مع سن كثير من التشريعات التي أزالت قيودًا منعتهن من العمل في الماضي، مثل السماح لهن بقيادة السيارات للوصول بسهولة لمقرات أعمالهن.
ويقول الكاتب الاقتصادي السعودي، إبراهيم باداود، إنه ”يجري العمل لاستكشاف العوامل التي تنفر السعوديين والسعوديات من بعض بيئات العمل ولا تحفزهم للاستمرار فيها وتؤثر على استقرارهم وعدم رغبتهم في مواصلة الحياة العملية“.
وأضاف بادواود في مقال نشرته صحيفة ”المدينة“ المحلية: ”العمل الليلي هو إحدى تلك العقوبات التي تفرضها بعض المنشآت على بعض العاملين فيها ولذلك جاءت وزارة العمل بهذا القرار لتساهم في تحسين بيئة العمل وتطوير آلياتها وتنظيم عمل المرأة“.
وتسهم تلك القرارات الحكومية، في إضفاء مزيد من الحيوية والنشاط على ليالي السعودية التي باتت تزدحم بالفعاليات الترفيهية والفنية والثقافية التي تنظمها هيئة الترفيه في مختلف مناطق المملكة.
ويرافق ليالي السعودية تبني نهج اقتصادي جديد قائم على جلب موارد متنوعة للخزينة بعيدًا عن مبيعات النفط، تزامنًا مع قرارات رسمية تستهدف المحافظة على عادات وتقاليد البلاد المستمدة من الشريعة الإسلامية، على غرار العمل أخيرًا بلائحة الذوق العام.