يتجه مجلس الشورى السعودي إلى فرض عقوبات مالية على ممارسي الهدر الغذائي، لوقف ما يسميه السعوديون «هياط الموائد»، وكلمة «هياط» المتداولة محلياً تعني «التفاخر» في مجتمع يبلغ معدل هدره الغذائي حوالى 50 بليون ريال (13.3 بليون دولار) سنوياً.
ورحبت جمعية «إطعام» بمشروع نظام الترشيد الغذائي، الذي يعتزم مجلس الشورى مناقشته، ودعت إلى ضرورة الإسراع في إقراره ومنع العبث في فوائض الطعام، وسن قوانين رادعة لبعض ممارسات «الهياط» في الموائد والأطعمة لحفظ النعمة ووقف الهدر الغذائي.
وأعرب رئيس اللجنة التنفيذية للجمعية في منطقة مكة المكرمة خالد عبداللطيف الفوزان، عن أسفه لمظاهر الإسراف والبذخ في المناسبات الاجتماعية، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، مؤكداً ضرورة «سن قوانين صارمة لمنع انتشار المظاهر والسلوكيات الخاطئة، لإيقاف الهدر الغذائي وحفظ النعمة».
وقال الفوزان إن «إطعام» تؤيد توصية مجلس الشورى بضرورة الإسراع في إقرار مشروع صارم لنظام الترشيد الغذائي ومنع العبث في فوائض الطعام، ورميها في صناديق المهملات.
وعن المقترح المقدم إلى المجلس بإنشاء مركز وطني للترشيد ومحاصرة الإسراف في الأطعمة، قال: «إنشاء المركز ضرورة مجتمعية لتنسيق الجهود لوقف الهدر الغذائي وسن القوانين الصارمة لحفظ النعمة، وهي خطوة مهمة وحيوية جداً». وأكد أن الجمعية تضع إمكاناتها وخبراتها كافة في خدمة هذا المشروع الوطني المهم.
ما هي أسباب ارتفاع فاتورة الكهرباء بالسعودية؟
من جانبه، أكد المدير التنفيذي لجمعية «إطعام» في منطقة مكة المكرمة عبدالله آل دربة، أنه كما يعاقب المتجاوز في الأنظمة المرورية بغرامات مالية؛ نرى أن تلحق كذلك موائد الإسراف بغرامات مالية صارمة، تحد من العبث في النعمة والذي لا يمت إلى الدين الإسلامي الحنيف الذي يحض على الترشيد في الطعام.
وذكر آل دربة أن معدل الهدر الغذائي في المملكة يصل إلى حوالى 50 بليون ريال سنوياً، وهذا المبلغ الضخم لو تم تقليله سينعكس إيجاباً على اقتصاد البلاد وعلى مشاريعها، ويحفظ مواردنا الطبيعية للأجيال المقبلة.
وطالب بأن تقوم الجهات المعنية بدور أكبر في المساهمة في إيقاف الهدر من خلال الطرق المتاحة لها، «فالتعليم والإعلام من خلال التوعية، والأمانات من خلال تفعيل الرقابة على المطاعم وقاعات الأفراح، وإلزامهم بالاتفاق مع جمعيات حفظ النعمة، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالإشراف على الفنادق وغيرها من الجهات الحكومية».
يُذكر أن جمعية «إطعام» في مكة المكرمة أطلقت أخيراً مبادرة «ثلث لطعامك» لوقف الهدر الغذائي وحفظ النعمة، ووزعت 1.7 مليون وجبة على 523 أسرة بمشاركة 360 متطوعاً ومتطوعة، وتقديمها إلى مستحقيها من المحتاجين، وحصلت على جوائز محلية وعالمية في التميز في العمل الاجتماعي.