توقع بنك "غولدمان ساكس" الأمريكي في تقرير صادر عنه مؤخراً بأن أسعار النفط سترتفع إلى 80 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من 2021.. فما تأثير ارتفاع أسعار النفط على دول الخليج؟
دول مجلس التعاون، عملاقة تصدير البترول في العالم، واجهت عجزاً غير مسبوق خلال العام الماضي، بسبب التراجع الكبير في الطلب على النفط، من جرّاء تداعيات جائحة كورونا.
واضطرت حكومات الخليج التي تعتمد على النفط مصدراً أساسياً للدخل، إلى تخفيض موازناتها وإقرار إجراءات تقشف حكومي غير مسبوقة؛ للحد من تداعيات تهاوي أسعار النفط.
وأواخر أبريل الماضي، قالت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية إن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي ستواجه عجزاً مالياً مرتفعاً كنسبة للناتج المحلي خلال 2021، بضغط تداعيات جائحة كورونا، وضعف أسعار النفط.
واتجهت دول الخليج إلى إقرار إصلاحات اقتصادية، عندما انهارت أسعار النفط عام 2014، لكنها لم تستجب بالقدر الكافي، وتفاقمت الأمور مع الجائحة التي تستدعي تطبيق إصلاحات أعمق لإنقاذ اقتصادات المنطقة.
لكن موجة تفاؤل تسيطر على الدول المصدرة للنفط بقرب وضع فيروس "كوفيد -19" تحت السيطرة، بعد نجاح استخدام الأنواع المختلفة من اللقاحات الواقية منه، خصوصاً في الدول الصناعية، وهو ما شجع مصافي النفط ومحطات توليد الكهرباء على بناء مخزونات جديدة استعداداً لاحتمالات زيادة الطلب.
لكن المحلل الاقتصادي نمر أبو كف يرى أن "من الصعب التنبؤ بمنحنى كورونا التي تضرب اليوم واحداً من أكبر اقتصادات العالم وهي الهند، فضلاً عن تأثيرها على بقية اقتصادات دول العالم".
وأعرب عن اعتقاده بأن يقارب سعر برميل النفط نهاية العام الحالي حدود 65 دولاراً؛ "وذلك لأن السوق العالمية حالياً مشبعة بالنفط".
وتوقع أيضاً أن يبدأ التعافي وسط 2022 "وهذا منوط بمنحنى السيطرة على كورونا"، وفق قوله.
أبو كف يرى أن أثر ارتفاع أسعار النفط، وبلوغه 80 دولاراً للبرميل وفق تقديرات بنك "غولدمان ساكس"، سيرجح كفة دعم اقتصادات الدول الخليجية.
واعتبر أن وصول سعر النفط إلى 80 دولاراً للبرميل سيجعل اقتصاديات دول الخليج تشهد تقدماً ونمواً.
لكن رغم ذلك يحذر الخبير الاقتصادي من "عوامل تؤدي إلى تآكل الزيادة في أسعار النفط"، ومن هذه العوامل "الحرب في اليمن التي تخوضها السعودية، وهي حرب مكلفة".
وأشار إلى أن أسعار النفط بشكل عام ليست فقط خاضعة للعرض والطلب، "بل هي تخضع أيضاً للعوامل السياسية والتوترات التي تحصل في العالم، خاصة إن كانت هذه التوترات تمس المناطق التي يمر منها نحو 25% من النفط العالم".