بالرغم من أن شركة Ernst and Young أشارت في تقريرها الأخير إلى انخفاض شهية الشركات العالمية بعمليات الدمج والاستحواذ خلال الـ12 شهراً القادمة إلا أن قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ المعلنة التي تتضمن مشاركات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حققت 45.1 مليار دولار خلال الشهور الـ9 الأولى من العام الحالي، بزيادة 65 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها عام 2017، وهو أعلى مستوياتها منذ 8 سنوات. وارتفعت قيمة الصفقات التي استهدفت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 89 في المئة إلى 27.1 مليار دولار، وهو أعلى مستوياتها على الإطلاق، كما زادت قيمة الصفقات البينية أو المحلية 106 في المئة.
وفقا لـ تقرير “ريفينتيف”، وحدة الأعمال المالية والأخطار في “تومسون رويترز”، حول الاستثمار المصرفي في منطقة الشرق الأوسط خلال الربع الثالث الماضي، إلى أن رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغت نحو 472.3 مليون دولار خلال الفترة المذكورة، أي أقل بـ8 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
السعودية تعفي المستوردين من رسوم التخزين في أربع حالات... ما هي؟
في حين بلغ إجمالي رسوم الاكتتاب في أسواق الدين 180.5 مليون دولار، بانخفاض 13 في المئة على أساس سنوي، إلا أنها تعتبر حسب التقرير ثاني أعلى قيمة مسجلة في بداية عام في المنطقة منذ بدء احتساب البيانات عام 2000، كما ارتفعت رسوم إصدارات الأسهم 45 في المئة إلى 74.8 مليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ 3 سنوات.
فيما حققت صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الشهور الـ9 الأولى من العام الحالي أعلى مستوى في تاريخها عند 13.1 مليار دولار، مدفوعةً باستحواذ “البنك السعودي البريطاني” (ساب) على حصة كاملة في رأس مال «البنك الأول» في مقابل 5 مليار دولار. وارتفعت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ الصادرة من 8.5 مليار دولار العام الماضي إلى 12 مليارا خلال فترة المقارنة.
“سيتي بنك” استحوذ على معظم الرسوم المصرفية الاستثمارية في المنطقة خلال الفترة المذكورة، أي ما قيمته 57 مليون دولار أو 8.3 في المئة من إجمالي الرسوم، ليقود بذلك قائمة رسوم خدمات ترتيب صفقات الاندماجات والاستحواذات، بينما احتل مصرف “جيه بي مورغان” المركز الأول لجهة رسوم إصدارات الديون ورسوم ترتيب القروض المشتركة في الشرق الأوسط، مستحوذاً على 13.9 و7.7 في المئة على التوالي من إجمالي رسوم الاكتتابات بالأسهم. أما مصرف “ستاندرد تشارترد” فاحتل المرتبة الأولى لجهة رسوم إصدارات الأسهم مسجلاً 28.3 مليون دولار، أو 15.7 في المئة من الإجمالي.
أسواق الأسهم وفقا للتقرير حققت ارتفاعا هي الأخرى 101 في المئة مقارنة بالعام الماضي من إجمالي إصدارات الأسهم والأسهم المرتبطة بحقوق المساهمين في الشرق الأوسط حيث بلغت بلغ 7 بلايين دولار.
ووفقا لتوقعات كل من “بيكر ماكينزي العالمية وأوكسفورد إيكونوميكس” إلى حدوث قفزة في عمليات الاندماج والاستحواذ عام 2018 عالمياً وفي المنطقة، وتتوقع أن تبقى صفقات الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط عند مستويات سليمة العام الحالي لتصل ذروتها عام 2019.