يستعد بنك انجلترا (البنك المركزي البريطاني) لإصدار التصميم الجديد لأكبر ورقة نقدية لإنجلترا، التي ستحمل صورة رائد علوم الحاسب ألان تورينغ.
وتورينغ هو عالم الرياضيات الذي تمكن من فك شفرة إنيغما التي استخدمها الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية، والتي كانت خطوة أساسية نحو انتصار الحلفاء في الحرب.
وهذه الورقة النقدية من فئة خمسين جنيه استرليني، هي آخر العملات التي يحولها البنك من خامة الورق إلى البوليمر، ومن المتوقع طرحها بنهاية عام 2021.
ويصف البعض هذه الورقة بأنها "عملة النخبة الفاسدة"، وهي الأقل استخداما في المعاملات النقدية اليومية، وفقا لموقع بي بي سي.
ويقول مارك كارني، محافظ بنك انجلترا، إن تورينغ "عالم رياضيات متميز، وكانت له إسهامات ضخمة أثرت في حياتنا اليوم".
وأضاف: "هو رائد علوم الحاسب والذكاء الصناعي، وبطل حرب، وكانت إسهاماته شديدة التنوع ولها بالغ الأثر في تحويل مساراتنا. تورينغ شخصية عملاقة تحمل على أكتافها الكثير من الأسس التي نقف عليها اليوم".
ويطغى دوره في الحرب على مجهوداته في تطوير المراحل الأولى من أجهزة الكمبيوتر، في مختبر الفيزياء الوطني، في جامعة مانشستر.
وتوفي تورينغ عام 1954 جراء تناوله لمادة السيانيد السامة والتي أثبتت التحقيقات أنه تناولها من أجل الانتحار. إلا أن أصدقاءه، وبعض كتاب السير، وبعض طلابه يختلفون بشأن نتيجة تلك التحقيقات، ويعتقدون أن وفاته كانت بسبب حادث ما.
أما الصورة التي تقرر وضعها على العملة ترجع لعام 1951، والتقطها إليوت آند فراي، وهي جزء من مجموعة معرض اللوحات الوطني.
وسيظهر على الورقة النقدية صورة لجدول ومعادلة رياضية من بحث نشره تورينغ عام 1936، وهوالبحث الذي مهد الطريق أمام الحاسب الآلي.
كذلك ستظهر رسمة لمحرك الحوسبة الأوتوماتيكي، وهو النسخة التجريبية من التصميم الذي وضعه تورينغ، ومن أوائل تصميمات الكمبيوتر الرقمي.
كما ستحمل الورقة رسمة "القنبلة البريطانية"، وهي الآلة التي صممها تورينغ وكانت من بين الوسائل الأساسية لفك شفرة إنيغما.
وكُتب على التصميم واحدة من عبارات تورينغ في حوار مع جريدة "ذا تايمز" في الحادي عشر من يونيو/حزيران 1949، تقول: "هذه مجرد مقدمة لما هو آت، ومجرد ظل لما سيكون".