تعتزم السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم زيادة إنتاج النفط إلى أكثر بكثير من عشرة ملايين برميل يوميا في أبريل/نيسان، بعد انهيار اتفاق خفض المعروض بين أوبك وروسيا.
وقالت المصادر إن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان زار شركة النفط الوطنية العملاقة (أرامكو) ، وطلب من الشركة تعزيز إنتاجها من الخام بعد انتهاء اتفاق خفض أوبك+ الحالي في نهاية مارس/آذار.
وردا على الموقف الروسي، أطلقت السعودية "حربا نفطية"، بحسب وكالة بلومبيرغ، بعدما خفّضت أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياتها في 20 سنة، في محاولة لتأمين حصة سوقية كبيرة لها.
وخفّضت المملكة سعر البرميل لزبائن آسيا بنحو 6 دولارات، وبـ3,1 دولارات في الشرق الأوسط، وبأكثر من 10 دولارات في أوروبا، وهو خفض غير مسبوق يهدف لمنافسة الخام الروسي.
وقال بيل فارين-برايس الخبير في شؤون النفط في المنطقة لوكالة "فرانس برس" إنّ السعودية "تردّ على خروج روسيا من اتفاق الخفض عبر إشعال حرب أسعار".
وتابع "سيزيدون مستويات الإنتاج ويسعون لتعزيز حصتهم السوقية بأي ثمن"، مشيراً إلى أن "رفع الإنتاج وسط طلب ضعيف بسبب فيروس كورونا الجديد" يهدد "بانهيار" أسعار النفط مع بداية التعاملات الاثنين، وحذّر "سيكون الأمر أشبه بحمام دم".
وانتهت اتفاقية استمرت ثلاث سنوات بين أوبك وروسيا مؤخراً، بعد أن رفضت موسكو دعم تخفيضات نفطية أكبر بسبب تفشي فيروس كورونا، وردت أوبك بإنهاء كل القيود على إنتاجها.
وهوت أسعار النفط عشرة بالمئة، إذ جدد التطور المخاوف من شبح انهيار الأسعار في 2014، عندما تنافست السعودية وروسيا على الحصص السوقية مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة التي لم يسبق لها مطلقا المشاركة في اتفاقات الحد من الإنتاج.
ومنذ مطلع 2017 تعهّدت دول "أوبك+" بأن تخفّض الإمدادات في السوق بمعدّل 1,2 مليون برميل يوميا بهدف رفع الأسعار، وفي ديسمبر/كانون الأول، زاد الكارتل العدد بـ500 ألف برميل يومياً.
واقترحت أوبك في وقت سابق على موسكو وشركائها التسعة الآخرين خفضاً جماعياً إضافياً بـ1.5 مليون برميل يوميا، حتى لا يؤدي انتشار الفيروس إلى تقويض ما تمّ التوصل إليه في 2017 للحفاظ على أسعار مستقرة للنفط في سوق يشهد فائضا في الإنتاج.