تعيش إيران أوضاع اقتصادية صعبة وصفتها مؤسسة أبحاث أمريكية متخصصة بأنها على مشارف كارثة اقتصادية يمكن أن تضربها نتيجة تصاعد تأثيرات العقوبات الأمريكية عليها، وإن طهران يمكن أن تؤخر الانهيار من خلال استنزاف احتياطها من العملة الصعبة وتحايلها على العقوبات.
وأشارت ”مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات“ في تقرير نشرته إلى أن معدل التضخم في إيران قفز الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له منذ 23 عامًا بوصوله إلى 40.4% على أساس سنوي، متجاوزًا مستوى التضخم القياسي المسجل في شهر تشرين الأول/نوفمبر عام 2013 والذي بلغ زهاء 36.2%.
ورأى التقرير الذي كتبه مدير الدراسات الإيرانية في المؤسسة، سعيد جاسم نجاد، أن التضخم يمكن أن يواصل ارتفاعه في الفترة المقبلة متوقفًا على عدة عوامل، بما فيها سعر صرف الريال الإيراني، وتدفق العملة الصعبة، ومستوى الصادرات، واستقرار النظام المالي، وقدرة النظام على استيراد المنتجات الاستهلاكية والسلع الرأسمالية الضرورية.
وأوضح التقرير أن التطورات الاقتصادية في الفترة الأخيرة ”ترسم صورة قاتمة“ لما سيكون عليه اقتصاد إيران نتيجة استمرار تراجع الصادرات النفطية، التي تشكل العمود الفقري لاحتياط العملة الصعبة لطهران، لافتًا إلى أن المشكلة ستتفاقم أيضًا بسبب الانخفاض المتواصل في صادرات البتروكيماويات وتضاؤل قدرة البنوك الإيرانية على الحصول على العملة الصعبة من إيرادات صادرات النفط بسببب العقوبات عليها.
وكشف التقرير أن النظام الإيراني يدرس حاليًّا خفض الدعم على بعض السلع الرئيسة ورفع سعر صرف الريال مشيرًا إلى أن تلك الخطوات قد تفيد برامج الإصلاح الاقتصادية في المدى الطويل، لكنها يمكن أن تدفع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية جديدة.
وقال:“قد يكون النظام الإيراني قادرًا على تأخير وقوع كارثة اقتصادية من خلال استنزاف احتياطه من العملة الصعبة وتقليص الإنفاق على مشاريع البنية التحتية ومحاولة التحايل على العقوبات الاقتصادية الأمريكية.“
وأضاف ”لكن الحقيقة هي أنه بمرور الوقت سيؤدي ذلك إلى تناقص كبير في فرص العمل للإيرانيين، خاصة وأن تلك الإجراءات تعني تراجعًا حادًّا في العملة الصعبة وتدفق الاستثمار الخارجي واستمرار ضعف الواردات من السلع الأساسية.. وهذا بالطبع سيزيد مخاطر حدوث إنهيار مالي شامل.“
واعتبر الكاتب أن قبول إيران بالتفاوض مع واشنطن قد يكون أملها الوحيد لتفادي وقوع كارثة اقتصادية معربًا عن اعتقاده أن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يستغل الصعوبات الاقتصادية في إيران وتشديد العقوبات لإجبارها على التفاوض.
وختم قائلًا: ”ينبغي على ترامب أن لا يظهر بأنه بحاجة ماسة لصفقة مع إيران، بل عليه أن يواصل تشديد العقوبات لأن ذلك هو السبيل الأكيد لإخضاعها.“